ويُمْكن أَنْ يكون شُبهة الذَّهَبي قولط أبي حاتم الرازي: روى عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو. وقال في كتاب "الرد على البخاري" -حين قال: سمع ابن عمرو-: إِنَّما هو عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو، سمعت أبي يقول -يعني: كما قال أبو زرعة- وهي -لعمري- شبهة؛ لكنه استدرك بقوله: وروى سعيد بن أبي أيوب، عن النعمان، عن حسين، قال: كُنَّا جلوسًا عند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وكذا ذكره أيضًا البخاري بزيادة: فأقبل تبيع، فقال عبد اللَّه: جاءكم أَعْلَم من عليها. انتهى ينظر في الذي عند ابن يونس: فأقبل شفي وكأنه رواية البخاري أصح؛ ليكون ابن عمرو المعروف عنه: تبيع، ووصفه بهذا أو نحوه، واللَّه أعلم.
وذكر ابن خلفون في جملة "الثقات"، وقال ابن صالح العجليّ: مصري تابعي ثِقة، وقال الأمير أبو نصر: هو حسمين بن أبي سهل، وقيل: أبو عبيدة شفا، وهو أيضًا أخو ثمامة بن شفي.
وفي "كتاب أبي داود": عن حيوة، عن ابن شفي، لم يسمه، وفي كتاب "الثقات" لابن حبَّان: يروي عنه خالد بن النعمان. وفيه نظر، ويُحْتَمل أَنْ يكون الناسخ انْقَلب عليه بالنعمان بن عمرو بن خالد، على أني استظهرت بنسختين، واللَّه أعلم.
١٣٥٩ - (ت ق) الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه بْنِ عَبَّاسِ بن عَبد الْمُطلب، الْهَاشِمي، أبو عبد اللَّه المدني (١)
قال أبو الحسن العجلي: لا بأس به، وقال أبو بشر الدولابي عن السعدي: أحاديثه مُنكرة جِدًّا، فلا تُكْتَب. وذكره أبو العرب في جملة "الضعفاء"، وقال الآجري: سُئل أبو داود عنه، فقال: سَمِعت أحمد بن حنبل يسأل عن حسين بن عبد اللَّه، وعاصم بن عبيد اللَّه؟ فقال: ما أقربهم. قال أبو داود: عاصم فوقه.
وذكره البرقي في كتاب "الطبقات"، في باب:(مَنْ كان الضعف أغلب عليه في حديثه)، وقد ترك بعضُ أهل العلم بالحديث الرواية عنه.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه"، وقال الساجي: مُنكر الحديث. وقال ابن حِبَّان: يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.
(١) انظر: تهذيب الكمال ١/ ٢٨٥، تهذيب التهذيب ٢/ ٣٤١، الكاشف ١/ ٢٣١، تاريخ البخاري الكبير ٣/ ٣٨٨، تاريخ البخاري الصغير ٢/ ٥٤، الجرح والتعديل ٣/ ٢٥٨، ميزان الاعتدال ١/ ٥٣٧، لسان الميزان ٧/ ١٩٨، طبقات ابن سعد ٥/ ٢٤٣، ٣١٥، ٧/ ٣٦٤.