وقال ابن حبان: غلب عليه التعبد حتى غفل عن حفظ الأخبار وجودة الحفظ، فوقعت المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه؛ استحق الترك.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث مستضعفًا، وكان يكنى أبا القاسم فتركها، وقال: لا أكنى بكنية رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إعظامًا لها.
المزي زعم أنه نقل من كلام ابن سعد وترك ما ذكرناه، وذكر من عند ابن أبي الدنيا: أنه ترك تكنيته بأبي القاسم ولم يبين لِمَ، وأغفلها من عند ابن سعد مبينة، وكأنه ما نقل من أصل على العادة.
وزعم المزي أن ابن سعد قال: توفي في أول خلافة هارون، والذي رأيت في غير ما نسخه من كتاب "الطبقات": في خلافة هارون، واللَّه تعالى أعلم، وكذا نقل عن الخطيب الذي نقل المزي منه.
وجزم ابن قانع بوفاته سنة إحدى وسبعين، وكذلك أبو يعقوب إسحاق القراب وغيرهما.
وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: وكل بني عمر بن حفص قد كانت لهم هيئة ومروءة وفضل في الدين، وكانت لهم خلق جميلة وسيما حسنة. قال بعض من رآهم: إنهم ليذكروني بالنذر الأولى، وكانوا من طولهم وأجسامهم، يقال لهم: الشراجع، يشبهون بالإبل، ونظر إليهم رجل من شيعة آل أبي طالب مصطفين في الروضة، فنظر إلى أجسامهم ولحاهم وسمتهم، ورأى الناس يهرعون في العلم إليهم، فقال: من هؤلاء؟ فقيل: بنو عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فقال: لا واللَّه، لا قامت للشيعة راية ما دام هؤلاء أحياء. وكان بنو عمر بن حفص مسددون في الديون حتى يقال: إنهم يرون رأي الإباضية.
وقال ابن القطان: وثقه قوم وأثنوا عليه، وضعفه آخرون من أجل حفظه لا من أجل صدقه وأمانته.
٣٢٤٨ - (ع) عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، أبو عبد الرحمن العدوي المكي ثم المدني (١)
(١) انظر! تهذيب الكمال ٢/ ٧١٣، تهذيب التهذيب ٥/ ٣٢٨، ٥٦٥، تقريب التهذيب ١/ ٤٣٥، ٤٩١، خلاصة تهذيب الكمال ٢/ ٨١، الكاشف ٢/ ١١٢، تاريخ البخاري الكبير ٥/ ٢، ١٤٥، تاريخ البخاري الصغير ١/ ١٥٤، ١٥٧، الجرح والتعديل ٥/ ١٠٧، أسد الغابة ٣/ ٣٤٠، تجريد أسماء =