اليمان، أنبا أرطاة بن المنذر، وكان مِنْ أعبد الناس وأزهدهم.
ولما ذكره أبو موسى المديني في كتاب "الصحابة" قال: قال عبدان: أرطاة بن المنذر السكوني له صُحبة. وقال: قال ابن عائذ عن أرطاة: لقد قتلتُ مع النبيِّ عليه الصَّلاة والسلام تسعة من المشركين.
ثُمَّ قال: قال عبدان: الصحيح لقيط بن أرطاة. قال أبو موسى: وهو الصحيح، وأرطاة بن المنذر يروي عن التابعين وأتباعهم، وهو من ثقات الشاميين.
٣٥٦ - (ق) أَرْقَم بن شُرَحْبِيل (١)
قال أبو عمر ابن عبد البر: كان ثِقة جليلا، وذكر عن أبي إسحاق أنه كان يقول: أرقم مِنْ أشراف الناس ومن خيارهم.
وفي "كتاب ابن أبي حاتم": قال أبو زرعة لما سُئل عنه: كوفي ثقة.
وذكره أبو حاتم ابن حبان في كتاب "الثقات".
وفي رواية ابن البراء، عن علي بن المديني: لم يرو عنه غير أبي إسحاق. وفيه خدش لقول مَنْ قال: إنَّ أبا إسحاق لم يذكر سَماعًا منه.
وقال ابن سعد: لا نعلمه روى عن علي شيئًا.
وأما ما وقع في "كتاب أبي الفرج ابن الجوزي": أرقم بن أبي أرقم، وأسم أبي أرقم شرحبيل يروي عن ابن عباس، قال الرازي: مجهول، ففيه أمران:
الأول: أَنَّ الرازي لم يقل هذا، إِنَّما قائله البخاري، فلعله من الناسخ.
الثاني: أَنَّ أرقم بن أبي الأرقم المقول فيه: مجهول، لم يسم أحد أباه شرحبيل، إِنَّمَا سَمَّى الحاكم أباه زيدًا، وهي من فوائده، ولا أعلمها عند غيره رحمه اللَّه تعالى. قال: وكان يعرف بحطام الصفوف من شِدَّة بأسه، قُتِل بنيسابور أيام الرجفة.
ثم هما اثنان: ابن شرحبيل عن ابن مسعود وابن عباس وهو المذكور أولا، وابن أبي الأرقم البصري روى عن علي وابن عباس، روى عنه حميد الحذاء، وثقه ابن حبان وغيره، وهو المجهول عند البخاري، كذا فرَّق بينهما هو وابن أبي حاتم وغيرهما.
ويُشبه أَنْ يكون هذا مِنْ وَهم البصر لا وَهْم التصرف؛ لأن كلا مِنْهُمَا روى عن ابن
(١) انظر: التاريخ الكبير ٢/ ٤٦، والثقات لابن حبان ٤/ ٥٤، والجرح والتعديل ٢/ ٣١٠، وتهذيب الكمال ٢/ ٣١٤، وتهذيب التهذيب ١/ ١٧٤.