ثم قال: أخرج محمد بن إسماعيل ذكره ربيعة بن عمرو الأسلمي في "التاريخ" في باب: (ربيعة على حدة)، وكَنَّاه أبا فراس، وأخرج كنية أبي فراس الذي روى عنه أبو عمران في "الكنى" الْمُجَرَّدة على حدة ولم يسمه، وهو على ما قاله هما اثنان:
أحدهما: عِدَاده في أهل الحجاز.
والثاني: حديثه في أهل البصرة، وحديث كل واحد على حدته، ورواية أحدهما عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير رواية الآخر، واللَّه تعالى أعلم.
وقول المزي: روى عنه محمد بن عمرو. وفيه نظر أيضًا؛ لأني لم أر له فيما رأيته من كتب "الصحابة" و"المسانيد" رواية عنه، إنما يروي عن نعيم عنه، واللَّه أعلم.
قال محمد بن سعد، كاتب الواقدي: كان شيخًا وعنده أحاديث. انتهى.
وفيه رد لقول ابن عدي: ليس له من الحديث إلا اليسير؛ لأنَّ عادة ابن سعد لا يقول هذه اللفظة إلا في الكثير الحديث. وقال العجلي: بصري ثقة، وأبوه ثقة. وذكره ابن شاهين في جملة الثقات، وكذلك ابن خلفون. وقال النسائي في كتاب "الضعفاء": ليس بالقوي. وخرج الحاكم وأبو عوانة حديثه في "الصحيح".
وذكر بعض المصنفين من المتأخرين أن أبا حاتم قال فيه: صالح، وهو وهم، إنما قال ابن أبي حاتم: ثَنَا عبد اللَّه بن أحمد فيما كتب إلي قال: سألت أبي عن ربيعة؟ فقال: صالح. فكأنه اشتبه عليه لما رأى أبي، أعتقد أنه يعود إلى أبي حاتم، وليس به، إِنَّمَا هو أبو عبد اللَّه أحمد، واللَّه تعالى أعلم.
(١) انظر: التاريخ الكبير للبخاري ٣/ ٢٩١، الثقات لابن حبان ٦/ ٣٠١، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٣/ ٤٧٧، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٣/ ١٥٩، تهذيب الكمال للمزي ٩/ ١٤٢، تهذيب التهذيب ٣/ ٢٢٧.