وفي كتاب أبي القاسم البغوي: سكن الشام، وهو وَهِمْ صريح.
٤٦٤٨ - (د) مرثد بن وداعة العني، وقيل: المعني، وقيل: الجُعْفي، وقيل: الشرعبي، أبو قُتيلة الحمصي، مختلف في صحبته (١)
كذا ذكره المزي العني، ومن ضبط المهندس في موضع آخر، يقال: وتصحيحه على الشيخ نون مشددة بعد العين المهملة، ولم أرها مذكورة عند أحد من النسابين فيما رأيت، فينظر، وأظنه تصحيف من العمي بالميم، وأما العنى بالنون فما أظنه موجودًا، واللَّه تعالى أعلم.
وفي قوله: روى عنه جريز، وقال البخاري: له صحبة، نظر في موضعين:
الأول: جريز إنما روى عنه بواسطة.
الثاني: البخاري لم يقل له صحبة؛ إنما قالها نقلا، بيانه قوله: مرثد بن وداعة، أبو قُتيلة الجعفي الحمصي عن عبد اللَّه بن حوالة، روى عنه خالد بن معدان، قال عبد اللَّه الجعفي: ثنا شبابة، ثنا جريز سمع خمير بن يزيد الرحبي قال: رأيت أبا قتيلة مرثد بن وداعة صاحب النبي صلى اللَّه عليه وسلم يُصَلِّي، فربما رأى على ساقه أو ثوبه البرغوث، فيمر عليه يده هكذا، وأمر به على صدره فيقتله. فهذا كما ترى البخاري لم يذكر صحبته إلا حكاية عن التابعي الذي شهد له بالصحبة، ليس للبخاري فيه إيراد ولا صدر، وأكد ذلك قوله في "الصغير": أبو قُتيلة الحمصي يروي عن عبد اللَّه بن حوالة، وأن جريز إنما روى عن خمير عنه.
وفي قوله: ذكره ابن حبان في "كتاب التابعين"، نظر؛ من حيث إن ابن حبان لما ذكره فيهم لم يذكر روايته عن أحد من الصحابة، إنما قال: يروي المراسيل، وهذه عادته في المختلف في صحبتهم عنده، على أنه ذكره في "كتاب الصحابة" أيضًا.
وذكره فيهم أيضًا: العسكري، والبغوي، وأبو نعيم، والباوردي، وابن منده، وأبو عمر، في آخرين، وقبلهم أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل، وزعم بعض المصنفين من المتأخرين أن البخاري وحده ذكره في الصحابة، ولم يتابعه أحد، وفيما ذكرناه رد عليه، وللَّه تعالى الحمد والمنة.