وإلى جودة ثيابه وبياضها، ويقولون: هذا رجل عابد يلبس مثل هذه الثياب.
وفي "تاريخ واسط لبحشل" وذكره في القرن الثاني: قال هشيم: مكث منصور قبل موته عشرين سنة يصلي العشاء والفجر بوضوء واحد.
وعن عبد الحميد بن بيان، عن أبيه، قال: شهدت جنازة منصور فما أمكنهم أن يدفنوه، حتى جاء الشرط فحالوا بينه وبين الناس، وكان معنا رجل من قريش، فقال: هذا واللَّه الشرف لا ما نحن فيه، وكان لا يختضب.
روى عنه من أهل واسط: العوام بن حوشب، وأيوب ابن أبي مسكين، وأصبغ بن يزيد، والحكم بن الفضيل، والعلاء بن خالد، وسليمان بن خالد أخو العلاء، ومبارك بن سوار، وعبد الرحمن بن عبد الملك القرشي، وعلي بن عاصم، وعبد الحكيم بن منصور الخزاعي، وسويد بن عبد العزيز، ومغيرة الأزرق أخو منصور.
وفي "تاريخ المنتجالي" عن أحمد بن حنبل: منصور من أعبد الناس.
وعن هشام بن حسان قال: ختم منصور القرآن مرة، وبلغ في الثانية النحل في رمضان بعد ما صلى المغرب والعشاء، قال: وكان إذا جاء رمضان ختم القرآن العظيم فيما بين المغرب والعشاء، وكان يجيء يوم الجمعة فيختم قبل أن يروح الإمام، وكان لا يفطر في حضر ولا سفر.
وعن أبي بكر محمد بن حميد قال: مر رجل بمنصور وهو قاعد في الشمس، فقال: ما لي أراك قاعدًا في الشمس؟ فكأنه أنبهه من رقدة، فقال: وإني لفي الشمس؟ ما خلتني فيها، إنما قعدت في ظل فشغلني التفكر في برده وطيبه، وما في ذلك من نعمة اللَّه تعالى، فزال عني وما انتبهت له.
قال ابن أبي حميد: وكان منصور من خير البصريين.
وفي "سؤالات حرب": قال أبو عبد اللَّه أحمد بن حنبل: لم يكن أحد اسمه منصور أفضل من منصور بن زاذان.
وقال أبو داود: لم يسمع من الشعبي.
٤٩١٥ - (خ س) منصور بن سعد البصري، صاحب اللؤلؤ (١)
ذكره أبو حفص ابن شاهين في "كتاب الثقات".
وفي "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: هو مثله؛ يعني: ميمون بن سياه، كان
(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ٥٢٧، تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٧٢.