ذكره الدارقطني في كتاب "الجرح والتعديل"، وهذا الكتاب كنت سمعت قديمًا أن الْمِزِّي -رحمه اللَّه- قريء عليه، فاستدرك على مصنفه حالتئذ أحدًا وثلاثين موضعًا، فكنت أنا وغيري يعجبنا ذلك، فلمَّا كان في سنة تسع عشرة وسبع مائة رويت هذا الكتاب وأعجبني تصنيفه؛ لأني لم أره قبل، وذكرت ما قيل عن الْمِزِّي، فأخذته ليلا وكتبت على حواشيه -من غير روية ولا عقد نية- مائة موضع وأربعة مواضع، ثم بعد ذلك زِدْت عليه أمثال ذلك، وللَّه الحمد والمِنَّة.
١٣٩٠ - (س) حُصين بن أوْسٍ، ويقال: ابن قيس، النَّهْشَلِي، والد زياد (١)
هو حصين بن أوس بن صخير بن مطلق بن صخر بن نهشل، كذا نسبه الكلبي، والبلاذري، وخليفة بن خياط، والعسكري، وغيرهم.
وفي "كتاب ابن الأثير": وقيل: ابن أويس، وفي "الاستيعاب": يُعَدُّ في أهل البصرة، وفي "كتاب الصريفيني": ويُقال ابن عوف، يكنى أبا زياد.
وفي قول الْمِزِّي: كان في الأصل -يعني كتاب "الكمال"- حصين بن أوس، ويُقَال: ابن قيس اليربوعي، وقيل: الرياحي، والد أبي جهمة، لا هذا، فرق بينهما أحمد بن عبد اللَّه العجلي وغيره. نظر؛ وذلك أنِّي نظرت عِدَّة نُسَخ من "تاريخ العجلي"؛ فلم أره تَعَرَّض لذكره ألبتة، ولا أعلم له كتابًا غيره، ولا سمعت به، فإن كان نقله مِنْ كتاب له آخر غير مشهور، فكان الأوْلَى تَبْيينه؛ لكيلا يلبس، وليذهب عن وصمة الإيراد عليه.
وأيضًا فلا أعلم أَنِّى رأيت في بَنِي تميم مُطْلقًا في كتاب من كتب الأنساب والتاريخ صحابيًّا اسمه: حصين بن أوس، ولا من اسمه حصين من بني تميم غيره، وغير الزبرقان بن بدر السعدي، وحصين بن مشمت بن شداد الحماني، ولم يذكر البخاري وابن أبي حاتم من اسمه حصين بن أوس غيره، وغير الراوي عن عثمان بن عفَّان رضي اللَّه عنه، وكأن الْمِزِّي لما رأى حصين بن قيس الرياحي -وقيل اليربوعي- الرواي عن ابن عباس، روى عنه ابنه زياد المذكور في "تاريخ البخاري"، و"كتاب ابن أبي حاتم" وغيرهما - زعم أن الوهم سَرَى لعبد الغني من هذا -وهو لعمري شبهة- ولكن لا يناسب إلصاقها لعبد الغني، ولعلها من غيره، على أن له في ذلك سلفًا وهو
(١) انظر: تهذيب الكمال ١/ ٢٩٧، تهذيب التهذيب ٢/ ٣٧٩، تقريب التهذيب ١/ ١٨٢، تاريخ البخاري الكبير ٣/ ٥، الجرح والتعديل ٣/ ٨٢٠، ٨٢١، طبقات ابن سعد ١/ ٢٦٧، الثقات ٣/ ٨٨.