المزي رحمه اللَّه تعالى، بدأ كتابه أولا بذكر شروط الأئمة؛ البخاري ما شرطه في كتابه؟ مسلم ما شرطه في كتابه؟ أصحاب السُّنَن الأربعة، ما شرط كل واحد في الكتاب؟ منهجه الذي أبان عنه في ذكر رواة الأحاديث، وهم رجال الإسناد، وفي ذكر الأحاديث نفسها.
وصنَّف في شروط الأئمة ابن طاهر المقدسي صاحب كتاب "الجمع بين رجال الصحيحيْن"، الذي هو ابن القيسراني، وصنف فيها أيضًا الإمام الحازميّ، أحدهم ذكر شروط الأئمة الخمسة، والآخر ذكر شروط الأئمة الستة، وكلاهما مفيد لطالب العلم.
ثم بعد أن ذكر المزي شروط الأئمة؛ أي: منهجه في كتابه، ذكر فصلا في الحثِّ على الرواية عن الثقات، وتَرْك الرواية عن الضعفاء والمطروحين.
ثم ذكر فصلا كاملا يزيد عن مائتي صفحة تقريبًا، أو مائة وخمسين صفحة، في الكلام على ترجمة النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وذكر مناقبه، وفضائله، ومعجزاته، إلى غير من الأشياء الجيدة الجميلة، التي طَرَّزَ بها المزيّ وزيَّن بها كتابه.
الثاني عشر: حذف عدة تراجم من أصل "الكمال"، ممَّن تَرْجَم لهم صاحب "الكمال"؛ بناءً على أن بعض الستَّة أخرج لهم. لكنَّه لم يقف -هو- على روايتهم في شيء من الكتب الستة. وهذه الرموز التي ذكرها المزيّ في كتابه، وعددها سبعة وعشرون رمزًا:(ع): للستة، و (٤): لأصحاب السُّنَن، و (خ): للبخاري، و (م): لمسلم؛ فلا داعي لذكر الكلام عليها.
[كتاب "تذهيب التهذيب" للذهبي]
أهم الفوائد التي يقدمها "التذهيب" ما يلي:
١ - زاد الإمام الذهبي في أسماء الأعلام المُترجم لهم أكثر من أربعين عَلَمًا، لا ذكر لهم في "التهذيب".
٢ - كذلك كانت للإمام الذهبي إضافات قيِّمة، في بيان أعمار المُترجم لهم، وسني وفاتهم، وتلك الإضافات من الكثرة، بما لا تحتاج إلى ذكر هنا أو تمثيل، ولا تُخفى فائدة مثل تلك الإضافات في تعيين الرواة، وبيان إمكانية التلاقي بينهم وبين من يروُون عنهم، ممَّا يكشف عن انقطاع السند أو اتصاله.