للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين

[مقدمة المصنف]

الحمد للَّه الذي فضل العالم بأصغريه، وجعل الجاهل يضرب أصدريه، [الطويل] (١):

وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٌ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ

وصلى اللَّه على سيدنا سيد العجم والعرب، محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب، المبعوث بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللَّه بإذنه وسراجًا منيرًا، [الطويل] (٢):

أَشَمُّ مِنَ الشُّمِّ الْبَهَالِيلِ يَنْتَمِي ... إِلَى حَسَبٍ فِي حَوْمَةِ الْمَجْدِ فَاضِلِ

وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ

وعلى آله وصحبه المهاجرين إلى حضرته، وأنصاره المحامين عن حوزته، المعدودين في كَرِشِهِ وَعَيْبَتِهِ، [الكامل]:

قَوْمٌ هُمُ وَسَطٌ خِيَارٌ سَادَةٌ ... بِدَارِهِمْ نَزَلَ الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ

فَضَلُوا الْعَشِيرَةَ عِزَّةً وَتَكَرُّمًا ... وَتَغَمَّدَتْ أَحْلامُهُمْ مَنْ يَجْهَلُ

صَلَّى الإلَهُ عَلَيْهِمُ مِنْ فِتْيَةٍ ... وَسَقَى عِظَامَهُمُ الْغَمَامُ الْمُسْبَلُ

وبعد:

فإنه لما كان ممكنًا أن يتبع الغابر، وربما ترك الأول فضل علمه للآخر، رأيت أن أَذْكر في هذا الكتاب ما يصلح أن يكون إكمالا لـ "تهذيب الكمال"، الذي أَلَّفَه شيخنَا العلامة الحافظ، المتقن المتفنن، جمال الدين المزي، رحمه اللَّه تعالى وغفر له، وأحلَّه


(١) البيت لزهير، انظر: البيان والتبيين ١/ ١٠٢، والتذكرة الحمدونية ١/ ٧٠، والعقد الفريد ١/ ١٦٧.
(٢) انظر: خزانة الأدب ٢/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>