للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: المنافرة لم تكن بين جرير والفرافصة، إنما هي بين جرير وخالد بن أرطأة، يُبين ذلك لك ما ذكره الكلبي والزمخشري في شرح أبيات الكتاب، وأبو محمد الأسود الملقب بالأعرابي في كتاب "أغلاط السكري"، ولفظه أسوق: كان جرير ينافر هو وخالد بن أرطأة الكلبي إلى الأقرع، وكان عالم العرب في زمانه، فسأل الأقرع: ما عندك يا خالد؟ فقال: ننزل البَراح ونطعن الرماح ونحن فتيان الصباح. فقال: ما عندك يا جرير؟ قال: نحن أهل الذهب الأصفر والأحمر المعتَصَر، نُخيف ولا نخاف، ونُطعم ولا نستطعم، ونحن حي لقاح نطعم ما هبت الرياح، نطعم الشهر، ونضمن الدهر، ونحن الملوك قَسْر. فقال الأقرع: واللات والعزى لو نافرت قيصر ملك الروم، وكسرى ملك فارس، والنعمان ملك العرب، لنفَّرتك عليهم، فقال عمرو بن الخُثارم في تلك المنافرة: [الرجز]

يَا أَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ يَا أَقْرَعُ

الأرجوزة. قال أبو محمد الأسود: والذي قاله ابن إسحاق، لم أر من قاله ولا من تبعه، والصواب ما نبأتك به.

وذكر ابن سعد أنه توفي في ولاية الضحاك بن قيس، كانت ولايته بعد زياد بسنتيْن ونصف. انتهى. زياد مات سنة ثلاث وستين، ذكره ابن حبان أيضًا بعد أن قال: توفي سنة ست وخمسين.

٩٦٣ - (ع) جرير بن عبد الحميد بن قرط الضَّبيّ، أبو عبد اللَّه القاضي الرازي (١)

قال ابن منجويه: وُلد بالكوفة. وفي "تاريخ أصبهان": ولد بآية، قرية من قرى أصبهان، ونزل قرية على باب الري يقال لها: رين. وزعم البخاري أن مولده سنة سبع أصح، ووفاته سنة سبع وثمانين أصح.

وقال البُستي لما ذكره في جملة الثقات: كان من العباد الخشن، قال: ومات سنة سبع وثمانين ومائة، قال البخاري: ويقال: سنة ثمان أصح.

وفي كتاب "الجرح والتعديل" للباجي: قال أبو زرعة: جرير صدوق من أهل


(١) انظر: التاريخ الكبير ٢/ ٢١٤، الثقات، ٦/ ١٤٥، الجرح والتعديل ٢/ ٥٠٥، تهذيب الكمال ٤/ ٥٤٠، تهذيب التهذيب ١/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>