وفيه -أيضًا- من حديث مزاحم بن العوام: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن جريرًا دخل على النبي صلى اللَّه عليه وسلم البيت وهو مملوء، فلم يجد مجلسًا، فرمى إليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إزاره أو رداءه، وقال:"اجْلِسْ عَلَى هَذَا، فَأَخَذَهُ، فقَبَّلَه وضمَّه، وقال: أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا أَكْرَمْتَنِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ".
ثم قال: لم يروه عن محمد إلا مزاحم، تفرد به محمد بن الحصين الشامي.
وقال البغوي: أسلم سنة عشر في رمضان، وكان طوله ستة أذرع، وكان فص خاتم جرير حجر، فيه: ربنا اللَّه، وصورة شمس وقمر.
وفي معجم ابن قانع من حديث شريك، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن جرير، قال: لما نُعي النجاشي، قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"إِنَّ أَخَاكُمْ النَّجَاشِي هَلَكَ، فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُ"(١). انتهى. النجاشي توفي في رجب سنة تسع، وهذا يدل على أنه أسلم قبل ذلك، وهو يؤيد ما رواه الطبراني قبل، ويزيده وضوحًا ما ذكره الطبري من حديث موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن جرير، قال، يعني: النبي صلى اللَّه عليه وسلم، في أثر العرنيين. انتهى. وكانت قضية العرنيين في سنة ست من الهجرة.
روى عنه: ابنه إسماعيل في كتاب "المعجم الكبير" لأبي القاسم الطبراني، وعبد اللَّه ابن أبي الهذيل، وخالد بن جرير بن عبد اللَّه، وأبو الضحى مسلم بن صُبيح، والمُستظل بن حصين أبو المثنى، وأبو بردة ابن أبي موسى الأشعري، وعبد اللَّه بن عميرة، وطارق التيمي، وعبد اللَّه بن عبد اللَّه السبيعي، وربعي بن حراش، ومجاهد بن جبر، ومحمد ابن سيرين، وبشر بن حرب، وأبو بكر ابن عمرو بن عُتبة، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وعون بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وضمرة بن حبيب.
وفي "كتاب العسكري": كان سيد قومه، وله أخ يقال له: سُبيع بن عبد اللَّه، وزعم ابن إسحاق أن جريرًا قال وهو يُنافر الفرافصة إلى الأقرع بن حابس:[الرجز]
انتهى كلامه، وفيه وهمان، نبهنا عليهما في كتابنا المسمى بـ "الزهر الباسم في شرح سير أبي القاسم" مُلخصه: هذه الأرجوزة ليست لجرير، إنما هي لعمرو بن الخُثارم.
(١) أخرجه أحمد ٤/ ٣٦٠، رقم ١٩٢٠٩، قال الهيثمي ٩/ ٤١٩: رجاله ثقات. وابن أبي شيبة ٣/ ٤٣، رقم ١١٩٥٤، والطبراني ٢/ ٣٢٣، رقم ٢٣٥٠، وابن قانع ١/ ١٤٨.