فجعل يغسله ويقول: اللهم لا تجعل هذا حظي ممَّا عندك من الخير.
وخرج من بيته بليل فمر بحائط قوم، فأخذ منه قصبة يطرد بها الكلاب، فاحتفظ بالقصبة حتى رجع إلى الحائط، فوضعها في موضعها. وقال الطبري في "طبقات الفقهاء": كان عالمًا فقيهًا.
٩١٣ - (ع) جابر بن سَمُرة بن جُنادة، أبو عبد اللَّه السُّوائي الكوفي (١)
أبو أبي جعفر وحَبْير، ذكره ابن الأثير. وفي كتاب "الجمهرة" للكلبي: وَلد سُواءة بن عامر حَبيبًا، فولد حَبيب زَبَّابًا، فولد زباب حجيرًا، فولد حُجير جُندبًا، فولد جُندب سَمُرة، وكذا نَسبه البلاذري، وأبو عبيد، وغيرهما. وزباب: هكذا هو مَضْبوط بزاي مفتوحة بعدها باء موحدة مُشددة، عند العسكري في كتاب "التصحيف الكبير" على وزن علام.
وقال ابن ماكولا: فأما زباب أوله زاي مفتوحة بعدها باء مشددة معجمة بواحدة، فهو زباب بن حَبيب بن سواءة. والمزي ضبطه ابن المهندس عنه، براء مكسورة بعدها ياء مثناة من تحت، وهو غير جيد.
وقوله أيضًا: وقال أبو حفص الأهوازي عن خليفة: مات في ولاية بشر سنة ثلاث وسبعين، وقال موسى بن زكريا عن خليفة: مات في ولاية بشر، يعني: سنة ست وسبعين، وهو المحفوظ.
يُبين لك أنه لم ير كتابي خليفة، إنما ينقل عنهما بوسائط، وفيه ما سنوضحه؛ لأن بشر بن مروان مات سنة خمس وسَبْعين، قال خليفة بن خياط في "تاريخه" -ومن خط ابن الحذاء المؤرخ الحافظ نقلت-: وفي سنة أربع وسبعين جمع عبد الملك بن مروان لأخيه بشر العراق، فقدم البصرة سنة أربع وسبعين، وذكر كلامًا ثم قال: توفي سنة خمس وسبعين.
وحدثني الوليد بن هشام، عن أبيه، عن جده، قال: وُلي بشر بن مروان العراق سنة
(١) انظر: تهذيب الكمال ١/ ١٧٨، تهذيب التهذيب ٢/ ٣٩، تقريب التهذيب ١/ ١٢٢، خلاصة تهذيب الكمال ١/ ١٥٦، الكاشف ١/ ١٦٧، تاريخ البخاري الكبير ٢/ ٣٠٥، تاريخ البخاري الصغير ١/ ١٤٨، ١٩٥، الجرح والتعديل ٢/ ٢٠٢٥، أسد الغابة ١/ ٣٠٢، تجريد أسماء الصحابة ١/ ٧٢، الاستيعاب ١/ ٢٢٤، طبقات ابن سعد ١/ ٣٧٢، الإصابة ١/ ٤٣١، شذرات الذهب ١/ ٧٤، الوافي بالوفيات ١/ ٢٧، سير الأعلام ٣/ ١٨٦، الثقات ٣/ ٥٢، أسماء الصحابة الرواة ت ٢٩.