وفي كتاب "الزهد" لأحمد بن حنبل: لما مات جابر بن زيد قال قتادة: اليوم دُفن علم أهل العراق. وقال جابر: كانت لي امرأتان، قلت: أعدل بينهما حتى أعد القُبل. وفي "الطبقات": قال أيوب: كان جابر لبيبًا لبيبًا لبيبًا، فيه حد.
وقال إياس بن معاوية: أدركت الناس وما لهم مفتٍ غير جابر بن زيد. وقال قتادة: لما سُجن أرسلوا إليه يستفتوه في الخنثى، فقال: تسجنوني وتستفتوني! انظروا مِن أيهما يبول فورّثوه.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": عن سليمان: كان الحسن إذا غزى، أفتى الناس جابر بن زيد.
وقال سعيد بن يزيد: أتى جابرًا ناس من الإباضية فذكروا السلطان ونالوا منه، فقال: ما لكم وللسلطان؟ وأنكر قولهم. وقالت هند بنت المهلب: كان جابر يكثر الاختلاف إليَّ، فلا واللَّه إن سمعته يُضاهي في قوله شيئًا من أمر الإباضية ولا أمر الحرورية.
وقال عمرو: جاءه رجل يومًا فأثنى عليه ودعا، فقيل له: يا أبا الشعثاء؛ أتعرفه؟ قال: أراه بعض صُفرتهم هذه.
قال عمرو: وما أدركت أحدًا أعلم بالفُتيَا منه -يعني: جابرًا-. قال عمرو: قال جابر: كتب الحكم بن أيوب ناسًا للقضاء فكُتبتُ فيهم، فلو بُليت بشيء من ذلك ركبت راحلتي وذهبت في الأرض.
وقال محمد بن عتيق: ذُكر جابر عند ابن سيرين، فقال: كان مسلمًا عند الدراهم.
وقال عبد ربه ابن أبي راشد: كان جابر يختلف إلى جارة لنا إباضية، وكان جابر يُصَفِّر لحيته، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي أمير البصرة، وكان الحسن مختفٍ إذ ذاك.
وفي "كتاب المنتجالي": قال ثابت: قلت للحسن وهو مختف عند أبي خليفة: إن أخاك جابر بن زيد في الموت. فقال: رويدك، فبعث في بغلته، فركبها وأردفني خلفه، فلم يزل الحسن عنده إلى السحر، فقام الحسن وكبَّر عليه أربع تكبيرات ثم انصرف.
قال المنتجالي: وكان يُفتي الناس وكان ثقة، دعاه يزيد ابن أبي مسلم يومًا، فسأله عن شيء من القرآن فحدثه به، فأمر بلحيته فغلفت بالغالية؛ قال: فلما خرج دخل نهرًا،