للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو سليمان ابن زبر: توفي سنة تسعين قبل أنس بن مالك. ولما ذكره أبو حاتم ابن حبان في جملة الثقات، قال: كان فقيهًا، وكانت الإباضية تنتحله، وكان هو يتبرأ من ذلك، ودُفن هو وأنس بن مالك في جمعة واحدة، وكان أعور، وكان من أعلم الناس بكتاب اللَّه تعالى، وكان أصله من الجوف ناحية عمان، ونزل في البصرة بالأزد في درب الجوف أيضًا.

وذكر أبو العباس في كتاب "المفجَّعين" تأليفه: لما احتُضر جابر تبرأ من قُرَنت وزَحَاف ومن الإباضية. وفي "تاريخ البخاري": ثنا علي، ثنا سفيان، قلت لعمرو: سمعت من أبي الشعثاء في أمر الإباضية، أو شيئًا ممَّا يقولون؟ قال: ما سمعت منه شيئًا قط، ولا أدركت أحدًا أعلم بالفُتيَا منه، ولو رأيته قلت: لا يحسن شيئًا.

حدثني صدقة، عن الفضل بن موسى، عن موسى بن عقبة، عن الضحاك، عن جابر بن زيد، قال: لقيني ابن عمر، فقال: يا جابر، إنك من فقهاء أهل البصرة وَستُسْتَفْتَى، فلا تفتين إلا بكتاب ناطق أو سُنَّة ماضية. وقال العجلي: تابعي ثقة، ثنا ابن أبي مريم، سمعت سفيان بن عيينة، وقال له إنسان: حدثك عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن علي بن أبي طالب؟ فقال: اسكت، ما حدث أبو الشعثاء عن علي بحديث قط.

وفي قول المزي: قال محمد بن سعد: مات سنة ثلاث ومائة. نظر، وذلك أن ابن سعد لم يقل هذا، وإنما رواه عن شيخه الواقدي قوله: قال محمد بن عمر وغيره: مات جابر بن زيد سنة ثلاث ومائة. وقال أبو نعيم: سنة ثلاث وسبعين مع أنس بن مالك في جمعته.

قال محمد بن سعد: وهذا خطأ وذهل أبو نعيم فيهما جميعًا، مات جابر بن زيد سنة ثلاث ومائة مجمع عليه، ومات أنس سنة إحدى وتسعين. وفي قوله أخطأ.

وقال الساجي: ثنا أحمد بن محمد، سمعت يحيى بن معين يقول: صالح الدهان قدري، وكان يُرمى بقول الخوارج، وذلك للزومه جابر بن زيد، وكان جابر إباضيًّا وعكرمة صُفريًّا، وكان عمرو بن دينار يقول ببعض قول جابر وبعض قول عكرمة.

وقال أبو عمر ابن عبد البر: كان أحد الفقهاء العلماء الفضلاء، أثنى عليه ابن عباس بالعلم، وحسبك بذلك، انتحلته الإباضية وادعته، وأسندت مذهبها إليه، وهذا لا يصح


= البداية والنهاية ٩/ ٩٣، سير الأعلام ٤/ ٤٨١، الثقات ٤/ ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>