أنشده ابن عساكر لبعضهم فيه: [البسيط]
يَا هَدة مَا هُدِدْنَا لَيْلَةَ الأحَدِ ... فِي نِصْفِ شَعْبَانَ لا تُنْسَى مدى الأبَدِ
وذكر عن نعيم بن حَمَّاد أنه قال: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه في دينه. وقال الدارمي: ساد أهل المشرق والمغرب بصدقه.
وفيه يقول بعضهم: [السريع]
قُرْبِي إِلَى اللَّهِ دَعَانِي إِلَى ... حُبِّ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقِ
لَمْ يَجْعَلِ الفُرقان خَلْقًا كَمَا ... قَدْ قَالَهُ زِنْدِيقُ فُسَّاقِ
جماعة السُّنَّة آدابه ... يقيم مَنْ شَذ على ساق
يَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ... فِي سُنَّةِ المَاضِينَ لِلْبَاقِي
أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ مَحْضُ التُّقَى ... سَبَّاقُ مَجْدٍ وَابْنُ سَبَّاقِ
ولما مات وقف رجل على قبره وقال: [الطويل]
وَكَيْفَ احْتِمَالِي لِلسَّحَابِ صَنِيعَهُ ... بِإِسْقَائِه قَبْرًا وَفِي لَحْدِهِ بَحْرُ
وقال محمد بن يحيى بن خالد: مات إسحاق ليلة الخميس.
وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: كان إسحاق أحد أئمة المسلمين، وعَلَمًا من أَعْلام الدين، اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد. وقال أبو محمد ابن الأخضر: كان إمامًا، عالِمًا، وَرِعًا، زاهدًا.
قال البغوي: كتبت عنه.
وفي "الإرشاد": قال محمد بن أسلم: لو كان سفيان الثوري حيًّا لاحتاج إليه، فأخبر بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال: واللَّه لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان والليث؛ حَتَّى عَدَّ عشرة لاحتاجوا إليه، فأخبر بذلك محمد بن علي الصَّفَّار فقال: واللَّه لو كان الحسن حيًّا لاحتاج إليه في أشياء كثيرة.
قال الخليلي: هو إمام مُتَّفق عليه شرقًا وغربًا، وكان إمام هذا الشأن حِفظًا، وعِلمًا، وإتقانًا، وفقهًا، وفي العلوم كلها، وكان يقارن بأحمد بن حنبل.
٣٨٢ - (خ) إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ، من أهل مرو (١)
(١) انظر: التاريخ الكبير ١/ ٣٨٠، والثقات ٨/ ١١٥، والجرح والتعديل ٢/ ٢٠٧، وتهذيب الكمال ٢/ ٣٨٨، وتهذيب التهذيب ١/ ١٩٢.