وقال أبو طالب: ربيع الأول، وكان مقدمًا في الحديث فاضلا.
قال ابن فضال: سمعته يقول: رحلت بابني عبد الرحمن إلى آدم بن أبي إياس بعسقلان، فأقمت عنده شهر: رجب، وشعبان، ورمضان، فكتبنا كتب شعبة، وابن أبي ذئب، وحماد بن سلمة، وحديث مشائخه، وكان آدم شيخ قصير القامة، يلبس رقاعًا ويقرأ عليه، وكان يصلي بهم، فلما قدمت عليه قدمني فلم أزل أصلي بهم حتى خرجنا، وقيل له يومًا: يا أبا جعفر؛ أين سمعت من خالد بن نزار؟
فقال: كان جارًا لنا هاهنا بمصر، وكان وكيلا لبعض هؤلاء الملوك، وكان عنده علم كثير، وقد أكثرت عنه.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ": توفي بمصر سنة ثلاث وخمسين وقد جاوز التسعين.
وقال صاحب "زهرة المتعلمين في أسماء مشاهير المحدثين": روى عنه -يعني: مسلمًا- مائة حديث وخمسة عشر حديثًا.
وخرج حديثه ابن حبان في "صحيحه"، وكذلك الحاكم، وابن عوانة، وأبو محمد الدارمي.
٥٠٧١ - (م ٤) هارون بن عبد اللَّه بن مروان البغدادي، أبو موسى البزاز الحافظ، عرف بالحمَّال، والد موسى بن هارون (١)
في "كتاب عبد الغني بن سعيد": سمي بذلك؛ لأنه كان بزازًا، فتزهد، فصار يحمل الأشياء بالأجرة، ويأكل منها.
وفي "كتاب السمعاني": سمي بذلك، لكثرة ما حمل من العلم.
وقال أبو محمد ابن الأخضر الحافظ: كان حافظًا ثقة عارفًا، سأل أحمد بن حنبل مسائل في الفقه، وحكي عنه أنه قال: جاءني أحمد بن حنبل بالليل، فدق الباب عليَّ، فقلت: من هذا؟
قال: أحمد، فبادرت إليه، وقلت: حاجة يا أبا عبد اللَّه؟