قال ابن حبان: اسم أبي الصفيراء رفيع، تركه ابن مهدي، وكان سيئ الحفظ رديء الفهم، يقلب ما روى. وفي هذا دلالة واضحة أَنَّ المزي لم ير كتاب ابن حبان في "المجروحين" لأني لم أره إلى الآن نقل منه إلا لفظة واحدة وهي هنا يقلب ما روى، وأغفل ما ذكرناه من عنده، واللَّه تعالى أعلم. وقال يعقوب بن سفيان: فيه لين.
وقال مهنا: سألت أبا عبد اللَّه عن أبي الصفيراء؟ فقال: مُنكر الحديث.
قلت: أي شيء من منكره؟ قال: يروي عن عطاء الشربة التي تُسكر حرام. قلت: وهذا منكر؟ قال لي أحمد: نعم، عن عطاء خلاف هذا: قلت: ما هو؟ قال: كان يقول: (المسكر حرام)، وهذا غلط على عطاء. وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه"، وقال ابن الجارود: ليس بالقوي. وقال أبو الحسن الكوفي: قيل له المكي لتردده إليها، لا بأس به.
وقال الساجي: عنده مناكير، فيما ذكره عنه أبو محمد ابن حزم، والذي في "كتابه": ليس بذاك.
وفي "كتاب الآجري" عن أبي داود: ضعيف، وفي موضع آخر: ليس بذاك. وقال محمد بن عَمَّار: ضعيف. وكذا ذكره أبو جعفر العقيلي وأبو العرب، والدولابي، وابن شاهين في جملة الضعفاء. وقال البرقي عن يحيى بن معين: صالح. وقال ابن عدي: حدَّث عنه الثوري وجماعة من الأئمة وهو مِمَّن يكتب حديثه.
قال ابن خلفون لما ذكره في كتاب "الثقات": كان فقيهًا زاهدًا صالحًا فاضلا ثقة.
وذكره أبو حاتم البستي في كتاب "الثقات"، وقال: هو مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، مات في ولاية مروان سنة ثنتين وثلاثين ومائة. وفي "تاريخ ابن عساكر" قال الهيثم بن عمران: سمعت إسماعيل بن أبي المهاجر يقول: ينبغي لنا أن نحفظ سُنَّة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم كَمَا نحفظ القرآن؛ لأن اللَّه تعالى قال:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}[الحشر: ٧].