عليه وسلم بَعَثَهُ خَارِصًا"، وفيه: "فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ إِنَّ أَبَا حَثْمَةَ قَدْ زَادَ عَلَيَّ فِي الْخَرْصِ. . . " الحديث، قلنا لا يصح لضعف رجاله؛ ولأن بعضهم اتهم بالوضع، وأيضًا فإن في لفظ هذا الخبر ما يدل على الخلل الواقع فيه، ولو صح، وذلك قوله: " إِنَّ أَبَا حَثْمَةَ قَدْ زَادَ عَلَيَّ"، فهذا يدل على أن صواب الخبر إنما هو: عن سهل: أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بعث أباه خارصًا. يؤكد ذلك ويثبته أن سهلا إنما يكنى: أبا يحيى، كذلك كناه كل من ذكر كنيته.
وذكر البغوي بعد قوله: إنه كان صغيرًا: أن أبا هريرة قال: قال سهل بن أبي حثمة: لقد ركضني بكر بن معقل صاحبنا وأنا غلام، وقد علم أن خيبر كانت أول سنة سبع، فإن كان قبل عبد الرحمن بعد فتحها فقد قارب سن سهل سن من يضبط، وإن كان قبله قبل فتح خيبر، وكانت صلحًا فذلك أبعد لضبطه.
قال أبو الحسن: وتوفي النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسهل ابن ثمان سنين، في قول كل من رأيته تعرض لسنه.
وقال ابن منده: قول الواقدي أصح. يعني من قول أبي حاتم.
وقال أبو عمر: قول الواقدي أظهر. وسما أباه أيضًا عبيد اللَّه.
وممن قال كقول الواقدي، ولم يذكر غيره: ابن حبان، وابن سعد، والباوردي، والطبري، وابن السكن، والكلاباذي، واللالكائي، وأبو أحمد، وغيرهم، ومنهم من عين مولده سنة ثلاث من الهجرة. واللَّه تعالى أعلم.
وقال بعض المصنفين من المتأخرين: قلت: أظنه مات زمن معاوية. انتهى، وهو كما قيل: أتا سمعا فأجابه؛ نحن ما ننتفع بكلام أبي حاتم إلا بدليل، يقبل كلامه هو بغير دليل لا سيما من غير جزم، بل بظن، وإن بعض الظن لإثم.
المتوفى زمن معاوية هو أبوه علي ما أسلفناه. واللَّه الموفق.
٢٤٣٢ - (م ٤) سهل بن حماد العنقزي أبو عتاب الدلال البصري (١)
قال المزي: قال ابن قانع: توفي سنة ثمان ومائتين. وكأنه لم ينقله من أصل؛ إذ لو