الأنصاري. وقال المرزباني: كان الفرج سنديًّا، أخرم، نجارًا، ويقال: إن رياشًا كان طباخًا لمحمد بن سليمان، والعباس راوية للحديث والأخبار والشعر، وهو القائل:
عجبت لنوح النائحات عشية ... حواسر أمثال البغال والنوافر
بكى الشجو ما فوق اللهى من حلوقها ... ولم يبك شجوًا ما وراء الحناجر
وقال أيضًا: [الكامل]
وكظمي الغيظ أولى من محاولتي ... شتم الضرار بإضراري بإيماني
لا خير في الأمر ترديني مغبته ... يوم الحساب إذا ما نص ميزاني
وفي "تاريخ المنتجيلي": قال أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك: سمعت الرياشي يقول: لقد صار لي وجه بالغريب والشعر، قال مروان: دخلت على أبي حاتم، فقال لي وليس معنا ثالث: إنه ليشتد علي أن يذهب هذا العِلم وتذهب هذه الكُتب، وما هاهنا أحد إلا الرياشي وعلمه قليل.
وثنا قاسم، ثنا الخشني، قال: كان أبو عثمان المازني بابه الإعراب، أعلم الناس به وبكتب سيبويه، وكان أبو حاتم في الشعر والرواية، وكان الرياشي في الجميع، وكان أهل البصرة إذا اختلفوا في شيء قالوا: ما قال فيه أبو الفضل؛ فينقادون له ولروايته، وكان من أهل الفضل، ولا يخرج في البصرة مثل الرياشي.
كانت لأبي حاتم حاجة، وذلك أن الأمير الفضل بن إسحاق كان واجدًا عليه وجدًا، فأتاني وقال: لم أر لحاجتي غيرك، قال: واستثنينا على أبي حاتم دعوة لم يف بها، فكتبت له بيتيْن، وما جاءنا إلا بتعب، ونستغفر اللَّه منهما، وَهُمَا:
أبيت لك أن يمشي عدوك صولة ... عليه إذا ما أمكنك مقابله
شمائل عفو من أبيك ورثتها ... ومن خير أخلاق الكريم شمائله
وقال أبو حاتم البستي في كتاب "الثقات": كان مستقيم الحديث.
وهجاه أبو العباس الأعرج، فقال فيما ذكره ابن الخطيب أبو بكر: [البسيط]
إن الرياشي عباسًا تعلم بي ... حول القصيد وهذا أعجب العجب
يهدي لي الشعر حينًا من سفاهته ... كالتمر يُهدى لذات الليف والكرب
٢٩٠٧ - (ع) عباس بن فروخ الجويري أبو محمد البصري (١)
(١) انظر: تهذيب الكمال ١٤/ ٢٣٨، تهذيب التهذيب ٥/ ١١٠.