عبد الحميد بن جعفر، سمع أباه، عن رافع بن أسيد بن ظهير، عن أبيه نَهَانا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلم، وحدَّثني محمد، أنبا عبد اللَّه سمع سعيد بن يزيد، سمع عيسى بن سهل سمعه جده رافعًا نحوه انتهى كلامه.
وفيه أنه لم يقل ما قولاه؛ لأنَّه فَرَّق بين أُسيد بن رافع، وأُسيد ابن أخي رافع، وذى اختلاف الرُّوَاة فيه، وثَمَّ فَرْقَان بين ابن رافع وابن أخي رافع بَيِّن.
وابن رافع وثَّقه ابن حِبَّان وعَدَّه في أتباع التابعين، وابن أخي رافع صحابي ذكره أبو نعيم الأصبهاني وغيره، فتَبَيَّن لك فرق ما بينهما وللَّه الحمد.
وإن كان الخطيب قال في "الموضح" هما واحد، والصواب أسيد بالضم لا غير، وقد قاله قبله الدارقطني حيث قال: الصواب في ابن رافع أسيد؛ يعني: بالضم نظرًا؛ لأن ابن أبي حاتم وابن حبان ذكراه في باب:(أَسيد بفتح الهمزة) ولا عدول عن قولهما إلا بدليل قوي، وذكره عند غيرهما ممن هو أكبر منهما، ومن البخاري معهما، واللَّه أعلم.
٥٥٦ - أُسَيْدُ بن ظُهَيْر بْنِ رَافعِ الأنْصَاري (١)
قال ابن حبان في كتاب "الصحابة": يكنى أبا ثبات، وهو أخو أنس بن ظهير لأبيه وأمه. وقال أبو نعيم الحافظ وابن حبان والعسكري: هو عم رافع بن خديج.
وزعم المزي أنه ابن عم رافع، وأَبَى ذلك ابن حبان بقوله: أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج الأنصاري، قيل: له صُحبة، ولا يصح ذلك عندي؛ لأن إسناد خبره فيه اضطراب. ولما ذكر أسيد بن ظهير كما قدَّمْنَاه عم رافع لم يتردد في صُحبته، وتابعه على ذلك أبو عبد اللَّه الحاكم فقال: أسيد بن ظهير ابن أخي رافع لا تصح صُحبته في إسناده أبو الأبرد وهو مجهول.
وقال أبو القاسم البغوي: تُوفي في خلافة عبد الملك بن مروان، وكذا قاله أبو عمر وغيره. والذي قاله المزي في خلافة مروان بن الحكم، لم أره، فينظر. ومن ولده فيما ذكره ابن سعد: ثابت، ومحمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعثمان، وعبيد اللَّه أولاد أسيد بن ظهير.