للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتبيّن بمجموع ما ذكرناه أن الصواب طلحة بن مصرف، خلاف ما ذكره المزي من غير أن يستدل على ما قاله بشيء، وقد سبق التنبيه عليه قبل:

يقولون قولا والصواب خلافه ... ألا أسمع كلام الناس إن كنت ذا علم

أتترك قول للأئمة عظيمهم ... أبغير دليل واضح يا ذوي الفهم

[من اسمه: طلق، وطليق، وطيسلة]

٢٧٧٨ - (بخ م ٤) طلق بن حبيب العنزي البصري (١)

قال ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل": سُئل أبو زرعة عن طلق بن حبيب، فقال: كوفي سمع ابن عباس، وهو ثقة، لكن كان يرى رأي الإرجاء. وقال ابن سعد: كان مرجئًا ثقة، إن شاء اللَّه تعالى.

ولما ذكره ابن حبان في "الثقات" قال: كان مرجئًا وكان عابدًا. وقال أبو الحسن الكوفي: مكي، تابعي، ثقة، كان من أعبد أهل زمانه.

ولما ذكره أبو العرب في جملة الضعفاء قال: لم ينقم عليه غير الإرجاء فقط، ولم يُطعن عليه بكذب ولا ضعف في الرواية فيما علمت.

وفي كتاب المنتجيلي: هو مكي، وقال: كنت أشد الناس تكذيبًا بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد اللَّه، فقرأت عليه كل آية يُذكر فيها خلود النار، فقال جابر: يا طلق؛ أتراك أعلم بكتاب اللَّه تعالى، وأعلم بسُنّة نبيّه محمد صلى اللَّه عليه وسلم مني؟ قال: قلت: لا، وخضعت له، فقال: الذي قرأت لهم أهلها هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوبًا، فهم يُعذبون فيها ثم أُخرجوا.

وقال البزار في "مسنده": لا نعلمه سمع من أبي ذر شيئًا.

وخرج أبو عوانة حديثه في "صحيحه"، وكذلك الحاكم، والطوسي. وقال الساجي: صدوق، كان يرى الإرجاء.

وفي "تاريخ البخاري": عن أيوب: ما رأيت أحدًا أعبد من طلق. ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: قال أبو الفتح الأزدي: كان داعية إلى مذهبه، تركوه. قال محمد: كان طلق عابدًا، زاهدًا، منقطعًا، إلا أنه كان يرى الإرجاء فيما ذكروا.

وقال البخاري: ثنا علي، ثنا محمد بن بكر، ثنا أبو معدان، قال: سمعت حبيب ابن


(١) انظر: تهذيب التهذيب ٥/ ١٣، ٤٩، تقريب التهذيب ١/ ٣٨٠، ٤٧، الجرح والتعديل ٤/ ص ٤٩٠، ميزان الاعتدال ٢/ ٣٤٥، الثقات ٤/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>