على أن المزي في جميع ما نقله قلَّد فيه ابن عساكر والكلام معهما، واللَّه أعلم.
وروى عن جابر: المسيب بن رافع ذكره الطبراني، وذكر المزي في الرواة عنه: أبا إسحاق السبيعي، وزعم البرديجي في كتابه "معرفة المتصل والمرسل"، أن أبا إسحاق لم يصح سماعه منه، وقد روى عنه.
٩١٤ - جابر بن سيلان (١)
عن ابن مسعود وأبي هريرة. روى عنه محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ.
روى أبو داود حديثه عن أبي هريرة ولم يُسمه، وسماه أبو حاتم وغير واحد،
وروى له موسى بن هارون، عن أبي هريرة، وابن مسعود، وسماه جابرًا. وسماه أحمد: عبد ربه. كذا ذكره المزي، قال: وسماه الشيخ -يعني: عبد الغني- عيسى، وذلك وَهْم منه، فإن عيسى بن سيلان شيخ آخر، روى عنه المصريون: ابن لهيعة وغيره، وهو متأخر الوفاة عن هذا، ولم يذكر واحد منهم أن عيسى بن سيلان روى عنه محمد بن زيد هذا، بخلاف جابر بن سيلان، واللَّه أعلم. انتهى كلام المزي.
أما قوله: إن عيسى بن سيلان متأخر الوفاة عن هذا فغير صواب؛ لأنهما جميعًا اشتركَا في الرواية عن أبي هريرة، نص على ذلك الأمير أبو نصر ابن ماكولا، ولا رأينا من ذكر لواحد منهما تاريخ وفاة ولا مولد، فصارت الطبقة واحدة وهي التابعية.
وقوله: روى له أبو داود عن أبي هريرة ولم يُسمه، وسماه أبو حاتم وغير واحد. يحتاج إلى تثبت في النقل، فإن أبا حاتم لم يسم إلا جابرًا الراوي عن ابن مسعود فقط، ونص ما عنده: جابر بن سيلان روى عن عبد اللَّه بن مسعود، روى عنه محمد بن زيد.
وسمى الراوي عن أبي هريرة وكعب -في حرف العين-: عيسى، وقال: روى عنه عبد اللَّه بن الوليد. وفي "إيضاح الإشكال" لابن بطليمس: اسمه عبد اللَّه، سماه أبو علي النيسابوري الحافظ، وقال أبو الحسن الدارقطني: قيل: اسمه علي، وقيل: عبد اللَّه مديني يعتبر.
وفي "تاريخ مصر" لأبي سعيد ابن يونس: عيسى بن سيلان سكن مصر، وهو مكي، يروي عن أبي هريرة، روى عنه: زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد، وعبد اللَّه بن لهيعة. ولم أر أحدًا أجمع لجابر في روايته بين أبي هريرة وابن