للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أربع وسبعين، ومات في أول سنة خمس وسبعين، وهو ابن نيف وأربعين سنة، وفي ولاية بشر بن مروان مات جابر بن سمرة السوائي، من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وأبو جحيفة، وَخَرشَة بن الحُر، وأوس بن ضَمْعج، وعبيد بن نَضْلة، وعاصم بن ضمرة، وشداد بن الأزمع، وعبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، هذا ما ذكره في "تاريخه" رواية بقي، وقيل: بها فوبل أصل أبي حفص الأهوازي.

وقال في "الطبقات"، ومن نسخة قُرئت على أبي عمران موسى بن زكريا بن يحيى التُّستري، قال: قرأنا على شباب خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط أبي عمرو الشيباني العصفري، رحمه اللَّه تعالى، قال: ومن بني سواءة بن عامر بن صَعْصَعَة: سمرة بن عمرو، وابنه جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن زياد، مات في ولاية بشر بن مروان، ووَهْب بن عبد اللَّه أبو جحيفة، مات في ولاية بشر بن مروان، انتهى.

فهذا كما ترى خليفة لم يختل كلامه في تصنيفيه، وأن المزي نقله عن موسى بن زكريا ليس كما ذكره عنه، وأنه ليس من كلام المزي في شيء، وأن الذي نقله عنه غير جيد. وقوله: وهو المحفوظ. يبني لك النظر في قوله كما بيَّنته في نقله، ليت شعري؛ أيش الدليل على كَوْنه محفوظًا؟ ومن الذي نص على ذلك؟

هذا البغوي رحمه اللَّه تعالى، وابن حبان يقولان: توفي سنة أربع وسبعين بالكوفة في ولاية بشر على العراق، وصلى عليه عمرو بن حريث، وكذا قاله العسكري لم يعيّن سَنَة، وزعم ابن أبي عاصم، وأبو يعقوب القراب، والمسعودي، وعمر بن شبة، وغيرهم، أن بشر بن مروان مات سنة ثلاث وسبعين.

وقال ابن قانع: توفي جابر بن سمرة سنة ثلاث وسبعين.

وهذا موافق لقول ابن أبي عاصم، وابن سعد، والعسكري، والباوردي، ومن تابعهم على قولهم: توفي في ولاية بشر، أو بعد المختار ابن أبي عبيد، فيما ذكره البخاري وغيره.

وقول المزي: ورُوي عن أبي عبيد أنه مات سنة ست وستين، وذلك وَهْم. يريد بذلك توهيم كلام صاحب "الكمال"، فإنه هو الذي نقله ولم يذكر غيره، وهو لعمري قول شاذ، ولم أر من قاله غير أبي عمر ابن عبد البر، وأبي نعيم الأصبهاني، وزاد في أيام المختار ابن أبي عبيد، وتبعهما ابن الأثير.

فاللَّه أعلم أهو وَهْم أم لا؛ فإن التثبت من هذه الأمور خير من ركوب المحذور،

<<  <  ج: ص:  >  >>