٣٣٦٢ - (ع) عبد اللَّه بن محيريز بن جنادة، أبو محيريز الجمحي المكي، نزل الشام (١)
ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وقال: كان من العباد، وكان يشبه بعبد اللَّه بن عمر، ومات في ولاية الوليد بن عبد الملك.
وفي كتاب ابن سعد: أنبا محمد بن عمر، سمعت عبد اللَّه بن جعفر يقول: لقي ابن محيريز قبيصة بن ذؤيب، فقال: يا أبا إسحاق؛ عطلتم الثغور، وأغزيتم الجيوش إلى الحرم، وإلى مصعب بن الزبير، فقال له قبيصة: أخزن من لسانك، فواللَّه ما فعل، فأرسل إليه عبد الملك فأتى به متقنعًا، فوقف بين يديه، فقال: ما كلمة قلتها يغيض لها ما بين الفرات إلى العريش -يعني: عريش مصر-، ثم لأن له، فقال: الزم الصمت فإن من رأى البقية في قريش والحكم. قال: فرأى ابن محيريز أنه قد غنم نفسه يومئذ.
وذكر الزبير: أن بني محيريز انقرضوا.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة": رأى عبد اللَّه، خالد بن يزيد بن معاوية وعليه جبة فنهاه عن لبسها، فقال: إنما يلبسها هؤلاء، وأشار إلى عبد الملك، ولم يكن أحد بالشام لعن الحجاج علانية إلا ابن محيريز وأبو الأبيض، وكان يختم في كل سبع، وربما فرش له الفراش فيصبح على حاله لم ينم عليه.
وقال ابنه: مات أبي وهو غاز فأهمني من يحضره، فغشيني جماعة من الناس كثيرة فصلى معي عليه صفوف، وعن ابنه قال: لما نقل أبي وهو يريد الصائفة، فقلت: يا أبه؛ لو أقمت، فقال: يا بني؛ لا تدع أن تغدو بي وتروح في سبيل اللَّه تعالى، قال: فما زلت أغدو به وأروخ حتى مات.
ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: كان رجلا صالحًا فاضلا، وثقه ابن عبد الرحيم وذكره غيره، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان من خيار الناس وثقات المسلمين.