فهذا كما ترى الذي نقله عن اللالكائي موجود عند ابن سعد، والذي نقله عن ابن سعد ليس في كتابه إِنَّما هو فيه: راو عن شيخه، والذي نقله أيضًا عن غيره موجود في كتابه عن شيخه فلو كان المزي رأى ذلك لعدَّده كما من عادته تعداد المؤرخين وإن كانوا متواردين على معنى واحد.
وقال عمرو بن علي: مات في ولاية مروان بن محمد، وكذا قاله الهيثم بن عدي في الطبقة الثانية من أهل المدينة.
وفي "تاريخ المنتجيلي": في آل منكدر صلاح وعلم وعبادة، وكان محمد يجلس مع أصحابه فيصيبه الصمات؛ فيقوم كما هو فيضع خده على قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال: إنه يصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.
وقال مالك: رُبَّما رأيت محمدًا في موردتين وكان سيد القُرَّاء لا تكاد تسأله عن حديث إِلا بكى، وكنت إذا وجدت من قلبي قسوة أتيته فأتعظ به وانتفع بنفسي أيَّامًا، وكان كثير الصلاة بالليل وعن ابن زيد قال: أغمي على امرأة فجعلت تتكلم وهي مُغْمَى عليها؛ فقيل لها: قولي إن زيدَ بن أسلم ومحمد بن المنكدر وأبا حازم وزمعة من أهل الجنة وهم متجاورون فيها بلغيهم، وعن مالك: ضربه وضرب أصحابه ابن حيان المري لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقال لهم: تتكلمون في هذا دوني؟ وقال العجلي: مدني تابعي ثقة.
٤٤٨٣ - (خ م د س) مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَال التميمي المجاشعي أبو جعفر، ويُقال: أبو عبد اللَّه الضرير البصري الحافظ (١)
قال أحمد بن صالح العجلي: كان ضرير البصر ثِقة، ولم يكن له كتاب. قلت له: لك كتاب؟ قال: كتابي صدري. وقال ابن الجنيد عن يحيى بن معين: محمد بن منهال صاحب يزيد بن زريع ثِقة ولم أسمع منه شيئًا.
وذكر المزي عن البخاري أنه قال: بصري ثقة، ولم يكن له كتاب. قلت له: لك كتاب؟ قال: كتابي صدري. انتهى، وفيه نظر؛ لأن البخاري لم يذكر هذا إنما ذكره
(١) انظر: تهذيب الكمال لوحة ٢٦/ ٥٠٧، تذهيب التهذيب ٤/ ١/ ٢، تذكرة الحفاظ ٢/ ٤٤٧، ٤٤٨، العبر ١/ ٤١٠، الكاشف ٣/ ١٠٠، دول الإسلام ١/ ١٣٩، نكت الهميان: ٢٧٦، تهذيب التهذيب ٩/ ٤٢٥، طبقات الحفاظ: ١٩٥، خلاصة تذهيب الكمال: ٣٦٠، شذرات الذهب ٢/ ٧١.