ولو أردنا أن نذكر من أخباره وكلامه، وأخبار غيره من المشاهير لكل واحد جزءًا لفعلنا، ولكن ما نذكر إلا ما كان متعلقًا بتعديل أو جرح على ما أصلناه في أول الكتاب.
وفي قول المزي: قال البخاري: مات سنة إحدى وستين، نظر؛ لأني لم أَرَ لوفاته ذكرًا في تواريخ البخاري الثلاثة، ولا أعلم له شيئًا يذكره فيه وفاة ومولد إلا فيها، وأيضًا فالمزي إنما نقله عن ابن عساكر، وابن عساكر نقله من كتابه على ظهر جزء، ولم يقل بخط من ذاك ولا من قاله عن البخاري، فرجع الأمر إلى غير تحقيق، والتحقيق ما أنبأتك به.
وفي "كتاب ابن عساكر" في خلال ترجمته روى عنه جماعة، فلذلك أغفلهم المزي لكونهم في غير مظنهم، منهم: عبد اللَّه بن الفرج القنطري العابد، وأحمد بن عبد اللَّه صاحبه، وأحمد بن خضرويه، وسلام بن سليم، وبشر بن المنذر، ويحيى بن يمان، وأبو عثمان الأسود رفيقه أربع عشرة سنة، وأبو الوليد صاحبه، وأبو عيسى النخعي حواري ابن حواري، وعمرو بن عمرو، وأبو حفص العسقلاني الحنفي، وإبراهيم السائح، وعطاء بن مسلم، وأبو شعيب، وأبو عصام روَّاد، وأحمد بن إبراهيم بن آدم أبو عمير بن عبد الباقي صاحب أَذَنَةَ، وعبد الجبار بن كليب، وموسى بن طريف، ويزيد بن قيس، وأبو إبراهيم اليماني، وحذيفة المرعشي، وإبراهيم بن متويه الأصبهاني، وأبو عقبة الخواص، وأبو عبد اللَّه القلانسي، وعمرو بن المنهال المقدسي، وأبو عبد اللَّه الجوزجاني رفيق إبراهيم بن أدهم.
وذكره الخطيب فيمن روى عن مالك بن أنس.
١٨٣ - (مق د ت) إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق، ابن عيسى الطالقاني (١)
كذا ذكره المزي، وقبله أبو عبد اللَّه البخاري، ورد ذلك عليه أبو زرعة الرازي في كتاب "أوهام البخاري في التاريخ"، يقال: إنما هو إبراهيم بن عيسى، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، أصاب البخاري.
ولما ذكره البستي في كتاب "الثقات" قال: يخطئ ويخالف، وهو راوية ابن المبارك.