قدم الشام. ذكره ابن حبان في جملة الثقات وقال: ليس هذا بجَسْر القصاب، ذاك ضعيف وهذا صدوق فزاري. وقال الدارقطني في رواية السُّلمي: ليس بالقوي.
وفي قول المزي: وقال النسائي: جَسْر بن الحَسن الكوفي ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا يُكتب حديثه. نظر، من حيث إن النسائي ذكر القول الأول في كتاب "الضعفاء" كما ذكره المزي عنه، وأما القول الثاني فإنه قاله في كتاب "التمييز" في جَسْر غير منسوب، كذا هو في غير ما نسخة، فتعيين ذكره في جَسْر بن الحسن تحكُّم وتقويل النسائي ما لم يقل.
إذ لقائل أن يقول: فما المانع أن يكون قد قال هذا في جَسْر بن فرقد القصاب؟ لكونه مشهورًا بالضعف، دون ابن الحسن أو غيره، على أنني أَلْفَيْته في نسخة قديمة جدًّا منسوبًا: ابن فرقد، واللَّه تعالى أعلم.
وفي قوله أيضًا: قيده، يعني: جَسْرًا، بفتح الجيم، أبو أحمد العسكري وابن ماكولا بالكسر، نظر، وذلك أن أبا أحمد لم يتعرض لاسم هذا الرجل، إنما ذكر القبيلة التي هي جَسْر بن عمرو بن عُلبة، وبنو القيس بن جَسْر لم يذكر هذا الرجل في ورد ولا صدر، وهو في هذا اتبع أستاذه أبا بكر ابن دريد.
في قوله: كل ما في قبائل العرب وأسمائها جَسْر، فهو بفتح الجيم، فهو جَسْر بن محارب، وجَسْر بن تميم، وأهل الحديث يقولونهم بالكسر، والصواب هو الفتح في الكل، ولولا أن أصحاب الحديث قد اصطلحوا على ذكر هذه الأسماء بالكسر، لوجب إيرادها على الصحَّية مفتوحة.
وفي "كتاب ابن سيدة": الجَسْر والجِسْر الذي يُعتبر، يعني: بفتح الجيم وكسرها، واللَّه تعالى أعلم.
٩٧٨ - (٤) جُعثل بن هاعان بن عمرو بن اليَثُوب، أبو سعيد الرعيني، ثم القتباني المصري، قاضي إفريقية (١)
ذكره أبو العرب التميمي في كتاب "طبقات علماء القيروان"، فقال: كان تابعيًّا. وقال العلامة أبو بكر عبد اللَّه بن محمد في كتابه "تاريخ القيروان": روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو أحد العشرة التابعين، يعني: الذين أرسلهم عمر بن