الكبير": حدثني محمد بن إدريس، قال: سألت ابن معين عن مندل وحبان، أيهما أحبُّ إليك؟ قال: ليس بهما جميعًا بأس.
وفي "كتاب الساجي" عنه: فيه ضعف، وهو أَوْثق من مندل، وَهُمَا متقاربان. وسُئل عنه أبو داود -الذي نقل المزي بعض كلامه وأغفل-، فقال: أحاديثه عن ابن أبي رافع عامتها بواطيل، وكان حبان يذهب إلى الرأي. وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: حبان ومندل ما أقربهما.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان صالحًا دينًا. ولما ذكره ابن شاهين في جملة الثقات قال: حبان بن علي صالح، وليس بذاك القوي، حديثه هو وأخوه شيء واحد.
وقال الجوزجاني: وَاهِي الحديث. وفي "كتاب ابن الجارود": ليس بالقوي. وقال ابن ماكولا: ضعيف الحديث، وهو شاعر.
وذكره أبو العرب، والعقيلي، والدولابي، والبلخي، والساجي، في جملة الضعفاء، زاد العقيلي -في بعض النسخ-: يكنى أبا بكر. قال المرزباني: ومن شعره في أخيه مندل، واسمه عمرو: [الرمل]
عَجَبًا يا عَمْرُو مِن غَفْلتِنَا ... والمَنَايَا مُقْبِلاتٌ عَنَقَا
قاصِداتٌ نَحْوَنا مُسْرِعةً ... يتَخَللْنَ إلينا الطُّرُقَا
فإذا أذْكرُ فقْدان أخِي ... أتَقَلَّبُ في فِرَاشِي أرَقَا
وأخِي أيُ أخٍ مِثْلُ أخِي ... قد جَرَى في كلٍّ خَيْرٍ سَبقَا
ولما ذكر ابن حزم له حديثًا في "الصلة" قال: هذا خبر صحيح.
١١٤٥ - (خ م ت س) حبان بن موسى بن سوار، أبو محمد السلمي، المروزي الكُشْمَيهني (١)
كذا ضبطه المهندس السلمي وجوَّده بفتح الميم، والذي عند ابن السمعاني وغيره كسر الميم. قال ابن السمعاني: كان ثقة، وتوفي مرابطًا سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث وثلاثين ومائتين. وقال ابن قانع: صاحب ابن المبارك.
وكناه صاحب "الزهرة": أبا عبد اللَّه، وقال: روى عنه البخاري ثلاثة وعشرين
(١) انظر: التاريخ الكبير ٣/ ٩٠، الثقات ٨/ ٢١٤، الجرح والتعديل ٣/ ٢٧١، تهذيب الكمال ٥/ ٣٤١، تهذيب التهذيب ١/ ٣٤٦ العبر ١/ ٤١٣، تذهيب التهذيب ١/ ١١٨، شذرات الذهب ٢/ ٧٧، ٧٨.