وقال الأعمش: خرج إبراهيم يمتار فلم يقدر على الطعام، فرأى سَهْلة حمراء، فأخذها ثم رجع إلى أهله، فقالوا: ما هذه؟ قال: هذه حِنطة حمراء. فكان إذا زرع منها شيئًا خرج سنبله من أصله إلى فرعه حبًّا متراكبًا.
ولما ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" قال: كان عابدًا صابرًا على الجوع الدائم، مات في حبس الحجاج سنة ثلاث وتسعين، وكان قد طُرحت عليه الكلاب لتنهشه.
وقال ابن خلفون لما ذكره في كتاب "الثقات": كان رجلا صالحًا فاضلا، ومن المجتهدين في العبادة، إلا أنه تكلم في مذهبه.
وفي كتاب "الطبقات" لابن سعد: كان سبب حبس التيمي أن الحجاج طلب إبراهيم النخعي، فجاء الذي يطلبه فقال: أريد إبراهيم بن يزيد. فقال التيمي: أنا إبراهيم بن يزيد، فأخذه وهو يعلم أنه أراد النخعي، فلم يستحل أن يدله عليه، فأتى به الحجاج فأمر بحبسه في الرماس، ولم يكن له ظل من الشمس ولا كن من البرد، وكان كل اثنين في سلسلة، فتغير إبراهيم، فجاءته أُمه وهو في الحبس فلم تعرفه حتى كلمها، فمات في السجن، فرأى الحجاج في منامه قائلا يقول له: مات في هذه الليلة في هذه البلدة رجل من أهل الجنة، فسأل هل مات الليلة أحد بواسط؟ قالوا: إبراهيم التيمي، قالوا: فلم ينزغ عنه الشيطان وأمر به، فألقي على الكناسة.
وعن إبراهيم -يعني: النخعي-، وذكر التيمي فقال: أحسبه يطلب بقصصه وجه اللَّه تعالى، لوددت أنه انقلب كفافًا لا عليه ولا له.
وقال همام: لما قص إبراهيم أخرجه أبوه يزيد.
٣١٦ - (ع) إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع (١)
كذا نسبه يعقوب بن سفيان الفسوي في "تاريخه الكبير"، والحافظ إسحاق القراب
(١) انظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٢٧٠، وطبقات خليفة ١/ ١٤٠، وتاريخ البخاري ١/ ٣٣٣، والمعارف ١/ ٤٦٣، والمعرفة والتاريخ ٢/ ١٠٠، والحلية ٤/ ٢١٩، وطبقات الفقهاء للشيرازي ١/ ٨٢، ووفيات الأعيان ١/ ٢٥، وتهذيب الكمال ٢/ ٢٣٥، وتذكرة الحفاظ ١/ ٦٩، وتاريخ الإسلام ٣/ ٣٣٥، والعبر ١١٣/ ١، وتذهيب التهذيب ١/ ٩٣، والبداية والنهاية ٩/ ١٤٠، وغاية النهاية ١/ ١٢٥، وتهذيب التهذيب ١/ ٩٣، وطبقات الحفاظ للسيوطي ١/ ٥٩، وخلاصة تذهيب التهذيب ١/ ٢٣ شذرات الذهب ١/ ١١١.