ولما جاء لنصرة عثمان وقع عن بغلته فكسرت فخذه، فقدم مكة بعد الصدر، وعائشة يومئذ بمكة تدعو إلى الخروج لطلب دم عثمان، فأمر بسرير، فرفع له في المسجد ثم حُمل، فوُضع عليه وقال: أيها الناس؛ من خرج في طلب دم عثمان فعليَّ جهازه، فجهز ناسًا كثيرًا، فحملهم ولم يستطع الخروج إلى وقعة الجمل؛ لما كان برجله؛ قال عبد اللَّه بن السائب: رأيته يُحضر الناس على الخروج، يحمل من جاءه.
قال ابن سعد: وهو أخو أبي جهل والحارث بن هشام لأمّهما أسماء بنت مخرمة بن جندل، وله من الولد: عبد الرحمن، والحارث، وأم حكيم، وأم الجلاس، وفاطمة.
وقال ابن عبد البر: اختُلف في اسم أبيه، فقيل: عمرو، وقيل: حذيفة، وقيل: بل اسمه كنيته والأكثر عمرو، وقال بعض أهل النسب: هو الذي استجار يوم الفتح أم هانئ، وكان معه الحارث بن هشام، فأجاز لها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ذلك، يُعد في أهل المدينة، يقولون: لم يرو عنه غير ابنه إبراهيم.
في كتاب البغوي: أحسبه سكن المدينة، ولا أعلمه روى غير هذين الحديثيْن، يعني: حديث "السلف"، وحديث "من غشنا". وفي "الجمهرة" للكلبي: حذيفة اسم أخيه أبي أمية.
وفي "الصحابة" للبرقي: استقرض منه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يوم حنين أربعة عشر ألف درهم، ومن ولده: عمرو، وفاطمة الصغرى، وخديجة.
وفي "تاريخ البخاري الكبير"، و"مسند أبي يعلى الموصلي" رواية المصري، وكتاب أبي أحمد الحاكم: بضعة عشر ألفًا، زاد البخاري: إبراهيم هذا لا أدري سمع من أبيه أم لا.
٣٠٩٧ - (بخ د س) عبد اللَّه بن رُبيعة بن فرقد السلمي، مختلف في صحبته (١)
وذكره ابن حبان في التابعين من كتاب "الثقات"، كذا ذكره المزي. وفيه نظر؛ لأن ابن حبان إنما ذكره في كتاب "الصحابة" من غير تردد في صحبته ولا شك، والذي ذكره في التابعين: عبد اللَّه بن ربيعة السلمي يروي عن ابن مسعود، روى عنه أهل الكوفة؛ لم يزد، فأي شيء دلَّ على أنه أراد هذا. والدليل على أنه غيره، كونه ذكره في