أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت يومًا به الحرب شمرا
كليث هزبر كان يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتفطرا
مع أن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني، لفعلت فضلا عن رجالها.
وفي كتاب "الجامع" لمعمر بن راشد، والطبقة الثالثة من كتاب "الصحابة" لأبي عروبة الحراني، عن الزهري، قال: دارت الفتنة ودهاة الناس خمسة: معاوية، وعمرو، ويُعد من الأنصار قيس بن سعد، وبعد من المهاجرين عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي، ويُعد من ئقيف المغيرة بن شعبة.
وذكره أيضًا في الصحابة ابن منده فيما ذكره ابن الأثير، وأبو نعيم الأصبهاني، ثم كأنه غفل عن هذا، فقال في "التاريخ الصحيح": إن عبد اللَّه بن بديل قُتل يوم صفين، وهو ابن أربع وعشرين سنة، وكان في أيام عمر صبيًّا صغير السن، وقتل بديل أبوه قَبْل النبي صلى اللَّه عليه وسلم. انتهى كلامه، وفيه نظر؛ لأن من يموت أبوه قبل النبي صلى اللَّه عليه وسلم، كيف يكون سِنه في سنة سبع وثلاثين أربعًا وعشرين، هذا ما لا يُعقل.
ولما ذكره الحاكم في "مستدركه" ذكر عن الواقدي: أنه شهد فتح مكة وغيرها، واللَّه تعالى أعلم. وقال أبو أحمد الحاكم وكناه أبا عمر: وقُتل بصفين، ويقال: قتله معاوية.
٢٩٨٦ - (خت م) عبد اللَّه بن براد بن يوسف ابن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري، أبو عامر الكوفي، عم عبد اللَّه بن عامر بن براد (١)
قال صاحب "الزهرة": روى عنه، يعني: مسلمًا، سبعة وعشرين حديثًا. وخرج أبو عوانة حديثه في "صحيحه"، وقال ابن قانع: عبد اللَّه بن براد صالح.
وقال مسلمة الأندلسي: روى عنه بقي بن مخلد، وينبغي أن يتثبت في قول المزي: قال محمد بن عبد اللَّه الحضرمي: توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين. فإني نظرت نسختي من كتاب مطين وهي في نهاية الجودة، فلم أجد له ذكرًا فيها، ولا أعلم لمطين شيئًا غيره ولا أستبعده، واللَّه تعالى أعلم. وكان ينبغي أن يوفر نفسه من هذا التعب، فإنه نقل توثيقه من عند ابن حبان وهو قد ذكر وفاته، فكان يذكرها من عنده إن كان نقل من أصل، ويريح نفسه من ذكرها من "تاريخ الحضرمي" الذي قصد به التكثير، فعاد إلى النقص.
وقال ابن ماكولا: ثقة مشهور، روى عن محمد بن بشر العبدي. وعنه يعقوب بن سفيان، ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة، وغيرهما.