بيان ذلك في كتاب البخاري، وابن أبي حاتم، نظر؛ لأن البخاري لم يذكر أبا مصعب في الرواة عنه، واللَّه تعالى أعلم.
٤٨٧٨ - المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أبو هاشم، ويقال: أبو هشام، أخو أبي بكر وإخوته (١)
قال البلاذري: كان المغيرة مطعامًا للطعام، جوادًا، ولما قدم من الكوفة كان يطعم طعامًا كثيرًا، خاصًا وعامًا، وكان يأمر فيتخذ له حبيسة تجعل على الأنطاع يأكل منها الراكب، فقال الأقتر في ذلك يذكر الذين كانوا يبارونه: [الوافر]
أتاك البحر طم على قريش ... مغيري فقد راغ ابن بشرِ
وراغ الجدي جدي التيم لما ... رأى المعروف منه غير نزرِ
ومن أولاد عقبة قد شفاني ... ورهط الحاطبي ورهط صخرِ
وابتاع منزل أبي أيوب الذي كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم ينزله من أفلح مولى أبي أيوب بألف دينار، وتحول منه أفلح، فكان المغيرة يمر به فيقول: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: ٧] فيقول أفلح: فتنتني بالدنانير يا أبا هشام، ثم تصدق المغيرة بها، ودخل داره أعرابي وهو يطعم الناس الثريد على العُراق، فلما رآه أعور قال: الدجال واللَّه، وخرج من الدار مبادرًا ولم يطعم شيئًا، وكان عينه ذهبت بأرض الروم، ولما شخص عن الكوفة قال الشاعر: [الوافر]
ألا يا معشر الأعراب سيروا ... فما بعد المغيرة من مقامِ
وقال رجل لغلام للمغيرة: على أي شيء نصبتم ثريدكم هذا على العمد؟
قال: بل على أعقاد الإبل، فأعتق المغيرة الغلام وأعطاه دنانير، وأمر المغيرة أن يدفن بأحد مع الشهداء، وأن يطعم على قبره بألف دينار.
وفي "البيان والتبيين للجاحظ": كان سليمان بن عبد الملك يقول: المغيرة بن عبد الرحمن يفحم اللحن كما يفحم نافع بن جبير الإعراب.
وفي قول المزي: ذكره ابن حبان في "كتاب الثقات": وذكر وفاته من عند غيره، نظر، وإشعار أنه ما ينظر في الأصول، وابن حبان ذكرها كما ذكر من عند غيره بزيادة: قال في "كتاب الثقات": مات بالمدينة، وقيل: بالشام، في ولاية يزيد، أو هشام بن
(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ٣٨٤، تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٣٤.