أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد، فعزل نفسه وقعد في منزله. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: من أجِلَّة المسلمين.
وقال الهيثم بن عدي: مات في آخر ولاية الحجاج. وقال أبو عبيدة: توفي سنة ثلاث وثمانين.
وفي "تاريخ ابن قانع": مات سنة ثنتين وستين، وأنشد عمر بن شبة للطفيل:
وبايعت أقوامًا فأوفيت بيعتي ... وبايعت عبد اللَّه أهل المكارم
وفيت لكل إذ عقدت ولم يكن ... أمية لولا العهد عندي كهاشم
قال ابن شبة: وكان عبد اللَّه بدينًا، وولي أربعة أشهر وتناول في عمله، قال: أربعين ألفًا من بيت المال، فلما تولى عمر بن عبد اللَّه أخذه وحبسه، وعذب مولى له حتى أغرمه إياه، وقال له يزيد بن الشخير:
رأيتك لما استُعملت أصبت من المال وأيقنت الدم، فقال: إن تبعة المال أهون من تبعة الدم.
٣٠٤٦ - (ع) عبد اللَّه بن الحارث الأنصاري أبو الوليد البصري، نسيب محمد ابن سيرين، ختنه على أخته (١)
ذكر ابن سعد في "الطبقات الكبير": عبد اللَّه بن الحارث بن محمد، ختن محمد ابن سيرين، كان قليل الحديث، وقال سليمان بن حرب: كان ابن عم سيرين نفسه.
وفي كتاب الصريفيني: كان قرابة ابن سيرين، قاله عمر بن سليم الباهلي، وقيل: كان ابن عمه. وذكر بعض المتأخرين من المصنفين: في طبقة من توفي في عشر التسعين.
انتهى كلامه. وفيه نظر؛ لأن ابن سعد وغيره، إنما ذكروه في طبقة من مات بعد ابن سيرين، بعد العشرين ومائة، ومنهم من جاوز به طبقة من مات بعد الأربعين؛ فينظر، واللَّه تعالى أعلم.
وقال ابن خلفون: كان رجلا صالحًا ثقة، وهو زوج كريمة بنت سيرين.
(١) انظر: تاريخ بن معين ٢/ ٣٠١، التاريخ الكبير ٥/ ٦٤ - ٦٥، الجرح والتعديل ٥/ ٣١، الجمع بين رجال الصحيحين ٢٤٨، تهذيب الكمال ٦٧٣، تهذيب التهذيب ٥/ ١٨١ - ١٨٢.