خالد بن عبد اللَّه بن حرملة، عن الحارث بن إيماء، عن أبيه خفاف بن إيماء المدلجي كذا قال. قال: ركع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رفع رأسه فقال: "غِفَارُ غَفَرَ اللَّه لَهَا".
ورواه أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه" عن حفص بن أحمد بن سنان، عن أبيه، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة -ولم يقل المدلجي- قال خفاف بن إيماء. ورواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه الأوسط" فبين الصواب فيه، وأن المدلجي هو خالد لا خفاف، فقال:
ثَنَا مصعب، ثَنَا الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن خالد بن عبد اللَّه بن حرملة المدلجي، عن حارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري فذكره، وكذا هو في "كتاب الباوردي". ونسبه السمعاني: حربيًّا. وقال البغوي: بلغني أنه مات في زمن عمر.
وقال ابن حِبَّان: يُقال: إِنَّ له صُحبة، وهو والد الحارث ومخلد.
ونسبه الترمذي حجازيًا.
وروى يونس عن ابن إسحاق قال: لما أسلم خفاف قال أبو سفيان: لقد صبأ الليلة سيد بني كنانة. وقال الجياني: أَتَى ذكره في "جامع البخاري" في عُمرة الحديبية.
١٥٥٦ - (ت) خلف بن أيُّوب، أبو سعيد، العامريّ، البلخيّ (١)
قال الحاكم في "تاريخ نيسابور": خلف بن أيُّوب الزاهد فقيه أهل بلخ وزاهدهم.
أخذ الفقه عن أبي يوسف، ومحمد بن أبي ليلى، والزهد من إبراهيم بن أدهم. وسمع الحديث من: عوف بن أبي جميلة، وجرير بن عبد الحميد الضبي.
روى عنه: يحيى بن معين، ويحيى بن عيسى الصيدلاني، وعبد اللَّه بن هاشم بن حبان، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الأفطس، وأيوب بن الحسن.
وقال محمد بن علي البيكندي: سمعت مشايخنا يذكرون أَنَّ السبب لثبات ملك آل سامان: أن أسد بن نوح لما ولي بلخ سأل عن علمائها، هل فيهم من لم يقصده؟
قالوا: نعم خلف بن أيوب أعلم أهل الناحية وأزهدهم وأورعهم، وهو يتجنب السلطان، ولا سبيل له في اختلافه إلى السلاطين، فاشتهي.
قال أسد: لقاءه، فوكل بعض أصحاب الأخبار، فقال: إذا كان يوم الجمعة فراقبه، فإذا خرج من بيته فبادر إلي وعرفني، فلما رآه بادر وأخبره فركب واستقبله، فلما رآه نزل أسد عن دابته، فلما رآه خلف قد قصده غَطَّى وجهه بردائه، ثم قال: السلام عليكم،
(١) انظر: التاريخ الكبير ٣/ ١٩٦، الثقات ٨/ ٢٢٧، الجرح والتعديل ٣/ ٣٧٠، تهذيب الكمال ٨/ ٢٧٣، تهذيب التهذيب ٣/ ١٢٧.