وذكره أيضًا في جملة الصحابة جزمًا من غير خلاف: أبو عمر ابن عبد البر في كتابه المشهور، وأبو القاسم البغوي، وابن قانع، وابن زبر، والبخاري، وابن السكن، والطبراني، وقالا: الصحيح من الرواية أَنَّه مات مُسْلمًا. وكذا قاله أبو الفرج البغدادي وغيره، وعَدَّه أبو الحسن المرادي في جملة العُميان من الصحابة.
وكأن الْمِزِّي -رحمه اللَّه- اعتمد على قول أبي حاتم الرازي، ولم يعده إلى غيره، وهو: اختلفت الروايات في إسلامه، فذكر رواية داود بن أبي هند أنه مات مُشْرِكًا، وروايتين بعده فيهما ذكر إسلامه، وكأن الثاني هو المعتبر عنده. . . .
وعَبَّر الْمِزِّي بعبارة رديئة:(وهو مُختلف في إسلامه)، ثُمَّ قال مُؤكدًا لقوله: وقد قيل: (إِنَّه ماتَ مُشرِكًا) ذهولا عَمَّا أَسْلَفْنَاه، ولكنه يُعَذَّر فيه؛ لأنَّه لَمْ يره، لكن لا عُذر له في "كتاب النسائي"؛ لأنه ذكر في "الأطراف" أن النسائي خرج حديثه مَرْفُوعًا، فإِنْ كَانَ مُشْرِكًا كيف ساغ له ذِكْر حديثه، إذ الرواية عن الْمُشْرك لا تجوز.
أتجعل مَنْ قَدْ مات في السلم كافرًا ... وما ذاك إلا من ذهول وغفلة
١٣٩٥ - (ت) حُصَينُ بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسِيُّ، أبو عُمَر، ويُقال: أبو عُمران، الكوفي (١)
قال البزَّار: حدَّث بأحاديث لم يتابع عليها، وقال أبو بشر الدُّولابيّ عن البخاري: حديثه ليس بالقائم، وفي "كتاب ابن الجارود" عنه: عِنْده مناكير. وكذا ذكره في "الأوسط" في فصل: (مَنْ مَات من الثمانين ومائة إلى التسعين).
وقال الجوزجاني: يروي أحاديث يُنْكرها أهل العلم.
ولما ذكره أبو العرب في جملة "الضعفاء" قال: قال أبو الحسن الكوفي: حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ ضعيف، وخرَّج الحاكم حديثه في "مستدركه"، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وفي كتاب "الضعفاء" للعقيلي: ضَعَّفَه أحمد بن حنبل. وذكر عبد اللَّه بن علي بن الجارود النيسابوري أنه مُنكر الحديث. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كُوفي كذَّاب، وفي كتاب "الكنى" لمسلم: متروك الحديث. وفي "كتاب ابن الجوزي" عنه: