قال الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه "المتَّفق والمفترق": أبو الخطاب يروي عن عطاء والنضر بن أنس، وكان ثقة. وحرب بن ميمون أبو عبد الرحمن -صاحب الأغمية- حدَّث عن خالد الحذاء وهشام بن حسَّان، وكان ضعيفًا.
جعل البخاري ومسلم هذين رجلا واحدًا، وقد شرحنا ذلك في كتابنا "الموضح" وأوردنا مِنَ الْحُجَّة في كونهما اثنين ما يزول معه الشك ويرتفع به الريب.
وأَمَّا ابن حِبَّان فقال لما ذكره في "المجروحين": حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري، وقد قيل: إنه صاحب الأغمية، روى عنه يونس بن محمد، يُخطئ كثيرًا؛ حتى فحش الخطأ في حديثه، كان سليمان بن حرب يقول: هو أكذب الخلق.
ولما ذكره الحاكم ذكر أن مسلمًا روى له وقال في كتاب (الجنائز) في كتاب "المستدرك": ثنا أبو بكر الفقيه، ثنا الحسن بن سلام، ثنا يونس بن محمد، ثنا حرب بن ميمون، عن النضر، عن أنس:"كنت قاعدًا مع النبيِّ عليه الصلاة والسلام فمرت جنازة. . " الحديث. هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
وفي "كتاب الصريفيني" عن ابن حِبَّان: حرب بن ميمون -صاحب الأغمية- روى عن أيوب، كان مُتعبدًا يخطئ، وليس هذا بحرب بن ميمون أبي الخطاب، ذاك واه.
وقال الساجي: ومنهم حرب بن ميمون الأصغر ضعيف الحديث عنده مناكير والأكبر صدوق.
حدَّثني يحيى بن يونس، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حرب بن ميمون -وكان قدريًّا- ثنا الجلد بن أيوب. قال أبو يحيى: ثنا عبد الرحمن بن المتوكل، ثنا حرب بن ميمون، عن هشام بن حسَّان. قال أبو يحيى: الذي روى عنه مسلم هو الأكبر، والأصغر الذي
(١) انظر: التاريخ الكبير ٣/ ٦٤، الثقات ٨/ ٢١٣، كتاب المجروحين: ١/ ٢٦١، الجرح والتعديل ٣/ ٢٥١، تهذيب الكمال ٥/ ٥٢٧، ميزان الاعتدال: ١/ ٤٧٠، تهذيب التهذيب ١/ ٣٦٩.