وكانوا يقولون: ثلاثة بالكوفة يفضلون: زبيد، وطلحة، ويحيى بن عباد.
وقال يعقوب بن سفيان في "تاريخه": (. . .) يحيى بن عباد لا بأس به، وفي موضع آخر: كوفي ثقة.
وفي "الكنى" للنسائي: أنبا أحمد بن علي بن سعيد، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد اللَّه بن نمير، أنبا عبد الملك بن أبي سليمان، قال: كان أبو هبيرة يحيى بن عباد بالروم في الصائفة، فقيل له: لو تمنيت؟ فقال: سبحان اللَّه، وجعل يمتنع، فلما أبوا قال: رطب يمان، قال: فمشوا، فإذا رطبة، قال: ثم تباعدوا قليلا، فإذا قد ربع من رطب يمان.
ولما ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة، قال: توفي في ولاية يوسف بن عمر، وكان قليل الحديث.
وكذا ذكر وفاته في الطبقة الثالثة الهيثم بن عدي، وخرج أبو عوانة حديثه في: "صحيحه"، وكذلك الطوسي، والحاكم، والدارمي، وابن الجارود.
٥٣١٩ - (ز ٤) يحيى بن عباد بن عبد اللَّه بن الزبير بن العوام المدني، والد يعقوب وعبد الوهاب (١)
خرج ابن حبان حديثه في: "صحيحه"، وكذلك الحاكم، وأبو علي الطوسي في "كتاب الأحكام".
قال ابن حبان في كتاب "الثقات": له يوم مات ست وثلاثون سنة، توفي في صغره، وأمه أم حكيم بنت الحكم ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، روى عنه الزهري. كذا في نسختين من كتاب "الثقات" لا بأس بهما، فينظر.
وقال ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة: ولد يحيى: يعقوب، وإسحاق، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب، وعبد الملك. أنبا ابن عمر، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: كانت ليحيى بن عباد مروءة، وما رأيت شابًا أحسن في النعمة منه، ومات قديمًا، وهو ابن ست وثلاثين سنة، وكان ثقة، كثير الحديث.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: سماع أبيه عباد بن عبد اللَّه بن معاوية لا يصح؛ إلا أنه أدركه، ويحيى وأبوه عباد ثقتان.
وزعم المزي أن الزبير، قال: هلك وهو ابن سبع وثلاثين أو ست وثلاثين، انتهى الذي في نسختي من "كتاب الزبير"، وهو بخط القرقوي، وقد قابلها محمد بن سعد
(١) انظر: تهذيب الكمال ٣١/ ٣٩٣، تهذيب التهذيب ١١/ ٢٠٥.