للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الاختصار مع هذا الإكثار، وكثرة الأسفار، إنما يحسن الاختصار مع حذف التكرار، في ذكر الأسانيد الغزار، وأيما رجل جمع عشرين سفرًا ويأتي إلى المقاصد والمحرات يختصرها، وعند الأشياء التي لا تجري يسهب فيها ويطنب حتى يَمل من يقرؤها لا يحتمل له ذلك إلا من عقله هالك.

وخرج أبو عوانة الإسفرائيني حديثه في "صحيحه"، وكذا ابن حبان.

وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه في تاريخ مرو: كان وراقًا يكتب لابن المبارك، وهو من ثقات أصحابه، مات سنة ثلاث ومائتين، سكن مكة، كان يروي عنه أحمد بن حنبل، وذكره أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم بن عبد السلام الأنصاري في إسناد حديث، فقال: هو ثقة مشهور.

ولهم شيخ آخر يقال له:

٢٢٨٦ - سلمة بن سليمان الموصلي (١)

يروي عن ابن أبي رواد، قال أبو زكريا في "تاريخ الموصل": روى عن الثوري، ومات سنة سبع ومائتين. ذكرناه للتمييز.

٢٢٨٧ - (م ٤) سلمة بن شبيب النيسابوري أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي نزيل مكة (٢)

قال صاحب "الزهرة": روى عنه -يعني: مسلمًا- خمسة وأربعين حديثًا.

وقال الحاكم في كتابه "فضائل الشافعي": هو محدث أهل مكة، والمتفق على إتقانه وصدقه.

وقال في "تاريخ نيسابور": سكن مكة فانتشر علمه بها.

وعن إسماعيل بن وردان قال: سمعت سلمة بمكة يقول: سئلت أن أحدث وأنا ابن خمسين سنة، فحدثت مدة، ثم إني رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في المنام وكأنه يقول لي: يا سلمة؛ لا تحدث، فما آن لك أن تحدث. فلما حضرني أهل الحديث امتنعت، فقالوا في غير مرة، فلم أحدث، فلما بلغت السبعين رأيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم في المنام كأنه يقول لي: يا سلمة، حدث فقد آن لك أن تحدث. فبكرت إلى


(١) انظر: تهذيب الكمال ١١/ ٢٨٢، تهذيب التهذيب ٤/ ١٢٨.
(٢) انظر: تهذيب الكمال ١١/ ٢٨٤، تهذيب التهذيب ٤/ ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>