للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال فيه الشاعر كذا وكذا، حتى انقضى قوله، فقال لي الرشيد: ما تقول في الذي قال يا معمر؟

فقلت: أصاب في بعض وأخطأ في بعض؛ فالذي أصاب فيه فمتى تعلمه؟ والذي أخطأ فيه ما أدري من أين أتى به، وقال أبو غسان: تكلم يوما أبو عبيدة في باب من العلم ورجل يكسر عينه حياء له، يوهمه أنه يعلم ما يقول، فقال أبو عبيدة: [الوافر]

يكلمني ويخلج حاجبيه ... لأحسب عنده علما دفينا

وما يدري قبيلا من دبير ... إذا قسم الذي يدري الظنونا

قال زياد: فكنت أرى أن البيتين لأبي عبيدة، وكان لا يقر بالشعر.

قال المرزباني: كان يقول شعرًا ضعيفًا، ومنه ما يروي له، فذكر هذين البيتين، وقال: تُوفِّيَ سنة تسع ومائتين.

وعن الخليل بن راشد قال: أطعم محمد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا، فكان سبب موته، ثم أتاه بعد ذلك أبو العتاهية فقدم له موزا، فقال: ما هذا يا أبا جعفر؟

قال: موز.

فقال: قتلت أبا عبيدة بالموز وتريد أن تقتلني به! لقد استحليت قتل العلماء. وَخَرَّجَ الحاكم حديثه في "مستدركه".

وفي "كتاب الجرح والتعديل" عن الدارقطني: لا بأس به، إلا أنه كان يتهم بشيء من رأي الخوارج، ويتهم أيضًا بالأحداث.

وقال أبو عبد اللَّه الحاكم فيما ذكره مسعود: من أئمة الأدب المتفق على إتقانهم، أولهم الخليل بن أحمد، ثم أبو عبيدة، ثم أبو عبيد القاسم بن سلام.

وقال أبو منصور الأزهري في "المهذب": كان أبو عبيدة يوثقه ويكثر الرواية عنه، وهو تيمي من تيم قريش مولاهم، وكان مخلا بالنحو، كثير الخطأ في مقاييس الإعراب، متهمًا في رأيه، مغري بنشر مثالب العرب، جامعًا لكل غث وسمين، فهو مذموم من هذه الجهة، موثوق به فيما يروي عن العرب من الغريب.

٤٨٥٢ - (س) معمر بن مخلد السروجي الجزري، أبو عبد الرحمن، ويقال: معمر بالتشديد (١)


(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٨/ ٣٢٢، تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>