لبطة بن الفرزدق، وغيلان بن محمد اليافعي.
وفي "كتاب التعريف بصحيح التاريخ": وفيها؛ يعني: سنة عشر مات أبو عبيدة، وكان الغريب أغلب عليه وأخبار العرب وأيامها، وكان يبغض العرب، وألف في مَثالِبهَا كتابًا، وكان يرى رأي الخوارج، ومات وهو ابن مائة سنة.
وذكر الصُّولي أن إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة، سأل الفضل بن الربيع أن يقدمه، فقدم في سنة ثمان وثمانين ومائة، فقال أبو عبيدة: أرسل إليَّ الفضل بن الربيع في الخروج إليه، فقدمت عليه، وكنت أخبر عن خبره، فدخلت عليه وهو في مجلس طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه، فسلمت، فضحك إليَّ، واشتد يأتي، حتى جلست معه، فدخل رجل له هيئة فأجلسه إلى جانبي، ثم قال: أتعرف هذا؟
قال: لا.
قال: هذا أبو عبيدة، علامة أهل البصرة، استقدمناه لنستفيد منه.
وفي "تاريخ بغداد" عن سلمة قال: سمعت الفراء يقول لرجل: لو حُمِلَ إليَّ أبو عبيدة لضربته عشرين سوطًا لتصنيفه "كتاب المجاز".
وعن التنوري قال: بلغ أبا عبيدة أن الأصمعي يُعب عليه تأليفه "كتاب المجاز"، وأنه يفسر القرآن الغريب، فدخل عليه، فقال: يا أبا سعيد؛ ما تقول في الخبز؛ أيش هو؟
قال: هو الذي نأكله ونخبزه.
فقال: يا أبا سعيد؛ قد فسرت القرآن برأيك، فإن اللَّه تعالى قال: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا} [يوسف: ٣٦].
فقال الأصمعي: هذا شيء بان لي فقلته، ولم أفسره برأي.
فقال أبو عبيدة: وكذا شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا، ثم قام وانصرف.
وقال إسحاق الموصلي للفضل بن الربيع يهجو الأصمعي: [الوافر]
عليك أبا عبيدة فاصطنعه ... فإن العلم عند أبي عُبيده
فقدمه وآثره عليه ... ودع عنك القُريد بن القُريده
وعن أبي عثمان المازني قال: سمعت أبا عبيدة يقول: أُدخلتُ على الرشيد، فقال لي: يا معمر؛ بلغني أن عندك كتابًا حسنا في صفة الخيل وأحب أن أسمعه منك، فقال الأصمعي: وما نصنع بالكتب؟ نحضر فرسًا ونضع أيدينا على عضو عضو، ونسميه ونذكر ما فيه؛ فلما جيء بالفرس قام الأصمعي فوضع يده على أعضائه، ويقول: هذا