لكن قد تقال هذه العبارة لغير ذلك: فلان لا يقيم شيئًا من الحديث، ليس له حديث قائم، الغالب على حديثه الوهم، فلان منكر الحديث جدًّا، فلان ينبغي مجانبة حديثه، فلان لا شيء خفيف الدماغ، أو لا يعي ما يخرج من رأسه، فلان كان يلعب به الصبيان، فلان أسانيده مثل الريح، أو هو والريح سواء، فلان لا يُساوي شيئًا، أو فلس خير منه، أو لا يساوي فلسًا، أو لا يساوي بعرة، أو لا يساوي تمرة، أو لا يساوي نواة في الحديث، أو ليس يساوي قليلا ولا كثيرًا، أو لا يساوي دستجة بقل (حزمة بقل)، أو لا يساوي كعبًا.
فلان اختلط لا يكاد يقوم، أو اختلط حتى كان لا يدري ما يقول، فلان دعنا منه، أو دعه دعه، أو دعه؛ أي: ارم به، فلان لا يدري ما الحديث، أو لا يحسن الحديث، فلان لا أعرف له حديثًا مستقيمًا، أو لا أعرف له حديثًا صحيحًا، فلان لا تعجبني الرواية عنه، فلان طير غريب، فلان منكر الحديث شبه المتروك، أو ليس بشيء شبه، أو شبيه بالمتروك، فلان يرفع كثيرًا ممَّا لا يرفعه الناس، ليس بشيء، رأيتهم يهابون حديث فلان.
فلان ليس أحد يروي عن ذاك، فلان لا أرضاه في شيء، فلان يتلقَّن كل حديثه، أو ليس في الحديث شيئًا، أو كتبت عنه وليس أحدِّثُ عنه، جفَا فلان الحديث لاشتغاله بالعبادة، فلان ما له وللحديث، فلان ضعيف الحديث لا يوقف منه على شيء، فلان ليس في وزن من يشتغل بخطئه، فلان مظلم الحديث جدًّا، أو مظلم الرواية بمرة، فلان لم يقبل الناس حديثه، أو غير مقبول الحديث، أو غير مقبول، فلان ما كان يدري ما هذا الشأن، ولا كان شأنه، فلان لا يُتابعه إلا من هو مثله أو دونه، لا يُتابعه إلا من هو مثله، أو قريب منه، فلان إنما يحدث عنه مجنون أو أحمق، فلان شغله القرآن أو الغزو عن الحديث، أو فلان مسلم صاحب غزو، ولكن لا بد من قرينة توضح مثل هذه العبارة.
فلان أحاديثه تشبه أحاديث القصاص ليس لها أصل، فلان لا يحسن أن يتكلم؛ أي: ليس بشيء، فلان لا يحفظ وليس عنده كُتب، فلان أحاديثه عامتها أو كلها ضعيفة، أو ضعيف في كل ما يرويه، أو كلها أو عامتها فيها نظر، أو مقلوبة، أو لا يتابع عليها، أو مناكير، أو غير محفوظة، ونحو ذلك كثير في كتب الجرح والتعديل، واللَّه أعلم.
المرتبة الخامسة: عند ابن أبي حاتم: متروك الحديث، أو ذاهب الحديث، أو كذاب. وعند العراقي: متَّهم بالكذب وهالك، وليس بثقة، ولا يعتبر به، وفيه نظر، وسكتوا عنه.
للبخاري: ومتروك، وتركوه، وذاهب الحديث، وساقط، ولا يعتبر بحديثه، وليس بالثقة، وليس بثقة ولا مأمون، متهم بالوَضْع. وعند الحافظ ابن حجر: متروك، متروك الحديث، وواهي الحديث، وساقط. وعند السخاوي: يسرق الحديث، ومجمع على تركه، وعلى يدي عدل، أي: قريب من الهلاك.
وقولهم: ليس بثقة، فالمتبادر أنها جرح شديد، لكن إذا كان هناك ما يشعر بأنها استعملت