ولما ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" قال: وهم فيه بعضهم فزعم أنه أبو تميم الجيشاني.
وفي قوله: جعلهما ابن يونس واحدًا أيضًا، نظر؛ لأن ابن يونس ذكر ترجمة أبي تميم ولم يذكر لهذا ترجمة ولا نبه في الأولى على أنهما واحدة، ولكن المزي لما لم يره ذكره ظن أنهما واحدًا، وليس بجيد إلا أن يصرح بذلك ابن يونس، وقد عورض ما صححه بقول ابن حبان الذي نقل توثيقه من عنده، وبقول البخاري وغيره، واللَّه تعالى أعلم.
وعاب على صاحب "الكمال" قوله: روى عنه ابن زحر، وقد ذكرنا أن ابن حبان قاله قبل، فلا عيب عليه إذًا.
٣٣٢٦ - (ع) عبد اللَّه بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي (١)
قال الحاكم أبو عبد اللَّه في "تاريخ نيسابور": هو إمام عصره في الآفاق، وأولاهم بذلك علمًا وزهدًا وشجاعة وسخاء، روى عن حصين بن عبد الرحمن، وأبي مسلم صاحب الدولة، وروى عنه: حماد بن زيد، وزياد بن زيد الصاغاني، وروى عن أبيه، عن عطاء في البيوع.
وقال عثمان بن أبي شيبة: هو مولى لعبد شمس من تميم، وقال عبدان: سمعت عبد اللَّه بن المبارك يقول: ولدت سنة تسع عشرة، وقال أحمد بن حنبل: سألته قبل موته عن سنه، فقال: أنا ابن ست وثلاثين سنة.
وقال الحسن بن الربيع: شهدت موته لعشر مضين من رمضان سحرًا سنة إحدى وئمانين، وأنا أغمضه فاشتد به النزع، فجعل سفيان بن عبد الملك يقول: أبا عبد الرحمن؛ قل لا إله إلا اللَّه، ويكثر عليه، فقال: يا سفيان؛ إذا لقيتني ولم ترني تحولت إلى غيرها فأنا عليها، قال: وصلينا عليه ونحن أحد عشر أو اثنا عشر رجلا،
(١) انظر: تهذيب الكمال ٢/ ٧٣٠، تهذيب التهذيب ٥/ ٣٨٢، ٦٥٧، تقريب التهذيب ١/ ٤٤٥، ٥٨٣، خلاصة تهذيب الكمال ٢/ ٩٣، الكاشف ٢/ ١٢٣، تاريخ البخاري الكبير ٥/ ٢١٢، تاريخ البخاري الصغير ٢/ ٢٢٥، ٢٢٩، الجرح والتعديل ٥/ ٨٣٨، ١/ ٩٢٦٢، الحلية ٨/ ١٦٢، ١٩٠، الثقات ٧/ ٨، طبقات ابن سعد ٩/ ١٢١ والفهرس، البداية ١٠/ ١٧٧، سير الأعلام ٨/ ٣٧٨ والحاشية، الوافي بالوفيات ١٧/ ٤١٩.