قال لنا: لا تعلموا أهل القرية، قال الحسن: قدمت بغداد فلما خرجت شيعني أهل الحديث، فقيل لي: توقف، فإن ابن حنبل يجيء فوقفت، فلما جاء أخرج ألواحه وقال: يا أبا علي؛ أمل علي وفاة ابن المبارك في أي سنة مات؟ فقلت: سنة إحدى، فقيل له: ما تريد بهذا؟ قال: أريد الكذابين.
وقال عبدان: مات لثلاث عشرة خلت من رمضان، وقال سلمة بن سليمان: إذا قيل بخراسان عبد اللَّه فهو ابن المبارك.
وعن نعيم بن حماد عنه قال: قال لي أبي: لئن وجدت كتبك لأحرقنها، فقلت له: وما علي من ذلك وهما في صدري، وقال: حملت عن أربعة آلاف، ورويت عن ألف شيخ، وكان أصحاب الحديث بالكوفة إذا شكوا في حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب حتى نسأله -يعنون: ابن المبارك-.
وقال ابن مهدي: كان نسيج وحده، وهو آدب عندنا من سفيان، وكل حديث لم يجئ به عبد اللَّه ففيه شيء، وقال وهب: اتفق عليه علماء الشرق والغرب أنه يُقتدى به.
وقال ابن مهدي: ما رأيت مثله، ولا سفيان ولا شعبة، كان عالمًا فقيهًا في علمه، حافظًا زاهدًا عابدًا غنيًّا حجاجًا غزا نحويًّا شاعرًا.
وقال عبد اللَّه بن إدريس: كل حديث لا يعرفه عبد اللَّه فنحن منه براء، وقال لداود بن عبد الرحمن: قدم ابن المبارك، فقال: قدم خير أهل المشرق.
وسُئِل يحيى بن معين وهو متكئ: أيما أثبت ابن المبارك أو عبد الرزاق؟ فجلس وقال: كان عبد اللَّه خيرًا من عبد الرزاق ومن أهل قريته، عبد اللَّه سيد من سادات المسلمين.
وسئل المعتمر بعد موت الثوري: من فقيه العرب؟ قال: عبد اللَّه.
وقال إبراهيم بن شماس: رأيت أحفظ الناس -يريد: عبد اللَّه-.
وقال ابن جريج: ما رأيت عراقيًّا أفصح منه.
وقال شعبة: ما قدم مثله علينا وهو أعلم أهل الشرق والغرب.
وقال أبو وهب: مر عبد اللَّه برجل أعمى، فقال: أسألك أن تدعو لي، فدعا له فرد اللَّه عليه بصره وأنا انظر، وقال آخر: ذهب بصري فدعا لي فرد اللَّه بصري.
وقال الحسن بن عيسى: كان عبد اللَّه مجاب الدعوة ما دعا على أحد إلا استجيبت دعوته فيه، ورأى يومًا الحسن بن عيسى راكبًا لبعض حوائجه وهو نصراني، فقال: اللهم ارزقه الإسلام، فانصرف الحسن من طريقه ذاك وقعد بين يديه فأسلم، ولما