للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٦٧ - (ع) مالك بن أبي عامر، أبو أنس الأصبحي، ويقال: أبو محمد، جد مالك بن أنس (١)

ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: فرض له عثمان كذا، قاله المزي وفيه نظر؛ وذلك أن من يفرض له عثمان كيف يذكره ابن سعد في الطبقة الثانية، طبقة الذين رووا عن ابن عمر وجابر وأنظارهما؟ هذا لا يسوغ عند ابن سعد، والذي رأيته ذكره في الطبقة الأولى، وهي طبقة من روى عن عمر وأنظاره، وعلى تقدير أن يكون وهمًا من الناسخ على أنه المهندس أراد كتابة الأولى فكتب الثانية، كان ينبغي له أن يذكر ما ذكره ابن سعد في هذه الترجمة: وكان ثقة، وله أحاديث صالحة.

وزعم المزي أن صاحب "الكمال" قال عن ابن سعد، عن الواقدي: تُوفِّيَ سنة ثنتي عشرة ومائة وهو ابن سبعين أو اثنتين وسبعين سنة، قال المزي: وهو خطأ لا شك فيه؛ فإنه قد سمع من عمر، انتهى.

صاحب "الكمال" تبع الكلاباذي حذو القذة بالقذة؛ فكان ينبغي للمزي أن ينظر من أين أتي ويرده بعد ذلك، فإن هذا ليس في كتاب ابن سعد، إنما رواه عن الواقدي رجل مجهول لا يدرى من هو، ولا رأيت أحدًا ذكره في الرواة عن الواقدي اسمه: عامر بن صبيح في "التاريخ الصغير"، ثم قال الراوي من عنده: وعمره سبعون أو اثنتان وسبعون سنة، فيحتمل أن يكون هذا شبهة الكلاباذي ومن تبعه، واللَّه أعلم.

وفي قول المزي عن ابن سعد: فرض له عثمان، نظر؛ من حيث إن يعقوب بن شيبة قال في "مسنده": سأل مالك بن أبي عامر عثمان بن عفان الفريضة، فقال له عثمان رضي اللَّه عنه: انته عني يا ابن أخي؛ فإني غير فارض لك، فإنك لم تبلغ ذلك بعد، ولعل قائل يقول: سأله فلم يفعل ثم فعل، فنجيبه بأن هذا الذي قلته سائغ لو صرح به أحمد من الأئمة، واللَّه تعالى أعلم.

وذكره مسلم في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة.

وقال أبو بكر السمعاني: من ثقات التابعين.

وقال ابن عبد البر: تُوفِّيَ سنة مائة.

وذكره البخاري في فصل من مات ما بين السبعين إلى الثمانين.


= والطحاوي ٤/ ٦٧.
(١) انظر: تهذيب الكمال ٢٧/ ١٤٨، تهذيب التهذيب ١٠/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>