ورواه الطبراني في "معجمه الكبير"، من حديث صيفي بن صهيب، عن أبيه؛ ليعلم أن الحديث عند غير ولد صُهيب أيضًا. واللَّه أعلم.
وفي قوله: كذا نسبه أبو حاتم. يوهم تفرده بهذا، وليس كذلك، بل كذا نسبه البخاري في "تاريخه الكبير"، وابن أبي خيثمة في "تاريخه".
٢٥٦٩ - (م د س) شعيب بن الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم أبو عبد الملك المصري (١)
قال ابن يونس: كان فقيهًا مفتيًا، وكان من أهل الفضل. ثم ذكر كلام الخطيب، وتوثيق ابن حبان له، ثم قال: قال ابن بكير: ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، ومات سنة تسع وتسعين ومائة. زاد غيره: ليومين بقيا من صفر. كذا ذكره المزي، وفيه نظر؛ من حيث إنه فرق كلام ابن يونس، وأوهم رؤية كلام غيره، وليس جيدًا؛ لأن ابن يونس حكى قول ابن بكير، ثم ذكر من عنده زيادة: ليومين بقيا من رمضان. وأظنه عزى هذا لابن وهب، ولكنه لم يفصح به؛ فلهذا ترددت فيه، وكذا ألفيته في نسختين جيدتين، ويؤيد هذا أيضًا أن ابن حبان لما ذكره في كتاب "الثقات" -الذي أوهم المزي رؤية كلامه بقوله-: ذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يزد شيئًا. قال: مات شعيب هذا في آخر شهر رمضان. انتهى، وهو مؤيد لما نقلناه من "كتاب ابن يونس"، وأن قول المزي: في صفر. معتمدًا على قول صاحب "الكمال"، ليس بشيء.
وخرج أبو عوانة حديثه في "صحيحه"، وكذلك ابن حبان، والحاكم، ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" قال: قال الصدفي: ثنا عبد اللَّه بن محمد قال: قال إبراهيم بن نصر: مات شعيب بن الليث سنة ثمانين -يعني: ومائة-، وكان من عقلاء الناس، وثقاتهم.
وفي قول المزي: قال الخطيب: كان ثقة. نظر؛ لإغفاله: وكان فقيهًا مفتيًا.
ولما ذكره ابن شاهين في "الثقات" قال: قال أحمد بن صالح -يعني: المصري-: ثقة. قيل له: سمع شعيب الكتب من أبيه؟ فقال: كان يقول سمعت بعضًا، وفاتني بعض. وهذا من ثقته.
قيل لأحمد بن صالح: سمعت أنت منه شيئًا؟ فقال: أخذت منه كتاب "التاريخ" لأبيه، وسمعت منه شيئًا قرئ عليه وأنا حاضر.