ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات": قال هو عندي في الطبقة الرابعة من المحدثين. وذكره ابن شاهين في "الثقات".
وفي قول المزي: وذكره ابن حبان في "الثقات": عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي، يروي عن جماعة من الصحابة، قُتل بصفين في أصحاب علي، وهو متقدم على هذا، وأبوه بديل صحابي مشهور. نظر؛ لأن هذا الرجل، أعني: عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء، صحابي مشهور الصحبة، فذِكره في التابعين لا يجوز، اللهم إلا مع عدم الاطلاع، وما أظن مثل هذا يُخفى على صغار الطلبة فضلا عن شيوخها.
قال هشام بن محمد بن السائب الكلبي: كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلى أهل اليمن، وشهدَا جميعًا صفين. وقال في كتاب "الشورى": كان بدريًا سيد خزاعة.
وقال أبو جعفر الطبري في كتاب "الصحابة"، وأبو الحسن الدارقطني: شهد مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم فتح مكة، وحنينًا، وتبوكًا، وقُتل بصفين.
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" الذي هو بيد صغار طلبة الحديث: عبد اللَّه بن بديل بن ورقاء الخزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح، وكان سيد خزاعة، وقيل: بل هو من مسلمة الفتح، والصحيح: أنه أسلم قبل الفثح، وكان له قدر وجلالة، قُتل هو وأخوه عبد الرحمن بصفين، وكان يومئذ على رجالة علي ومن وجوه أصحابه، وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد اللَّه بن عامر، وكان على مقدمته وذلك في زمن عثمان سنة تسع وعشرين من الهجرة؛ قال الشعبي: كان عبد اللَّه بن بديل بصفين عليه درعان وسيفان، وكان يضرب أهل الشام ويقول:[الرجز]
لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي في الرعيل الأول
مشي الجمال في حياض المنهل ... واللَّه يقضي ما يشاء ويفعل
فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه وأزال الصحابة الذين معه، وكان مع معاوية يومئذ ابن عامر واقفًا، فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقُتل رحمه اللَّه تعالى، فأقبل معاوية وابن عامر معه، فألقى ابن عامر عليه عمامة غطَّى بها وجهه وترحم عليه، فقال معاوية: اكشفوا عن وَجْهه، فقال ابن عامر: واللَّه لا يمثل به وفيَّ روح، فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه فقد وهبناه لك، فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة، واللَّه ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر:[الطويل]