بل الرجل من قرية؛ لأن النسبة إلى تلك القرية هذا لو خلينا وظاهر لفظ أبي أحمد، كيف وقد نصَّ عليه من ذكرنا، واللَّه أعلم.
ولما ذكر الرشاطي قول ابن ماكولا، وقول ابن عدي الذي سُقْنَاه قبل، قال:(كذا هو مضبوط بفتح الجيم والراء)، وهذا يحتاج إلى تأمل، وقول الأمير عندي قوي؛ لأنَّه ذكر أنه منسوب إلى جري، وقال أيضًا: الْجَروي -بفتح الجيم- وإِنْ لَمْ يكن في هذا الرجل بعينه؛ إلا أنهما جميعًا مِنْ جذام.
وقال أبو عبد اللَّه الحاكم في "فضائل الشافعي": الحسن بن عبد العزيز الجروي من أعيان المحدثين الثِّقات. وقال أبو الحسين في كتاب "الطبقات": كان من أهل الدين والفضل مذكورًا بالورع والثقة، موصوفًا بالعبادة. قال الخلال: له مسائل عن أحمد لم يجئ بها غيره.
وقال أبو الحجاج: تبعًا لصاحب "الكمال"، ومن خط المهندس وضبطه:(جَري -بفتح الجيم- ابن عوف بن أسود بن تزود بن حشم)، في جذام نظر في موضعين:
الأول: الرشاطي، قال: جُري بالضم، وأصحاب النسب قالوا: سود وبديل لم يذكروا. . .
وقال أبو سعيد بن يونس في كتابه "تاريخ مصر": ثَنَا عنه غير واحد، وكانت له عبادة وفضل، وكان من أهل الورع والفقه. انتهى.
لا أدري من أي أمري الْمِزِّي أعجب! إذ نقل عن ابن يونس وفاته فقط، فإن قلنا إنه ما نقل من "كتاب ابن يونس"، فلا بُدَّ من أن يكون نقله من كتاب الخطيب أبي بكر في "تاريخ بغداد"، فإنه نقل، عن ابن يونس ما ذكرناه من تقريظه ووفاته لم يغادر حرفًا، وكذا صاحب "الكمال"، وقال صاحب "الزهرة" -فيما نقلته من كتابه بخط بعض العلماء-: تُوفي سنة خمس وأربعين ومائتين، روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث.
وقال أبو عبد اللَّه بن منده: تُوفي ببغداد قبل الستين، وفي كتاب "الجرح والتعديل"، عن الدارقطني: الجروي فوق الثقة جبل، لم ير مثله فضلا وزُهدًا، قيل له: فمسلم لم يخرج عنه؟ قال: لأنه لم يكتب عنه.
وذكر القاضي أبو القاسم عبد المحسن بن عثمان في "تاريخ تنيس": مِمَّن روى عنه صالح بن محمد، قال: وكان صالِحًا ناسِكًا، وهو من ولد الجروي، وكان أبوه مَلِكًا على تنيس، ودمياط، وأسفل الأرض، والحوفين، والحفَّار، فلمَّا مات وليها أخوه علي،