هو لي. قال: كذبت، وعزله عن البصرة.
وكان محمودًا في ولايته، على مزاح كان فيه، يعمله في مجلس الحكم كثيرًا.
وفيه يقول سلمة بن عياش لما ولي، يمدحه ويذكر سوارًا:
وقد عوض اللَّه الرعيَّة واليًا ... تقيًّا فأمسى للرعية راعيا
كفانا عبيد اللَّه إذ بان فقده ... ولولا عبيد اللَّه لم نلق كافيا
فقام بأمر اللَّه فينا ولم يكن ... عن الحق لما قام بالأمر وانيا
فأصلح وجه الحق نهجًا تخاله ... لذي بصرٍ ضوءًا من الصبح باديًا
إذا جار قاض أو أمير وجدته ... بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
تداركنا رب البرية رحمة به ... بعدما خفنا الأمور الدواهيا
إذا نُسيت يومًا تميم وحصلت ... وجدت له منها الذرى والنواصيا
فإن يك سوَّار مضى وهو سابق ... حميدًا فقد برزت بالسبق ثانيا
وحدثني محمد بن عبد اللَّه بن حماد قال: لم يعزله المهدي حتى شخص إلى بغداد، ثم كتب إلى البصرة يأمره بحمل خالد بن طليق، وعبد اللَّه بن أسيد الكلابي فحملا إليه، فولى خالدًا وعزل عبيد اللَّه. فقال محمد بن منادر:
أتى دهرنا والدهر ليس بمعتب ... بآبدة والدهر جم الأوابد
بعزل عبيد اللَّه عنَّا فيا له ... خلافا وباستعمال ذي النوك خالد
كذا ذكره هنا، وفي "أخبار البصرة الصغير" -تأليفه، رواية السمساني، وبخطِّه فيما يقال- نحوه.
وهو يبين لك فساد ما ينقله المزيّ عن رجل عمر -يقال له: أبو سهل-، من أنه كان شريك عمر بن عامر على قضاء البصرة، والصواب: أن الذي كان شريك عمر بن عامر سوار لا عبيد اللَّه.
ويوضح ذلك ما ذكره ابن أبي خيثمة في كتابه "أخبار البصرة": فلمَّا قدم سليمان على البصرة من قبل أبي العباس السَّفَّاح عزل الحجاج بن أرطأة، وأعاد عباد بن منصور، ثم عزله وولى عمر بن عامر السلمي.
قال ابن علية: ثم عزل سليمان بن علي عبادًا عن القضاء، واستقضى سوارًا وعمر بن عامر. ثم أعفى سوَّارًا واستقضى عمر بن عامر وحده، فلم يزل عمر بن عامر على القضاء حتى مات فجأة، ثُمَّ استقضى سليمان بعده طلحة بن إياس، ثم عزله وأعاد