وفي "تاريخ أبي عاصم": مات سنة مائة. وفي قول المزي: قال الحسين بن الوليد النيسابوري: مات سنة ست ومائة. نظر، لما ذكره ابن قانع في سنة اثنتين ومائة.
وقال أحمد بن حنبل: أخبرت عن الحسين بن الوليد النيسابوري أنه قال: الضحاك بن مزاحم فيها، يعني: مات.
وقال القراب: أنبا حاتم بن محمد، أنبا أحمد بن إبراهيم بن مالك، ثنا عبد اللَّه بن أحمد، ثنا أبي، ثنا حسين بن الوليد؛ فذكره. انتهى. انظر إلى ورع هذين العالميْن لم ينقلا كلام الحسين إلا ببيان الواسطة، وذلك أنه لا يوجد كلامه في تصنيف له، إنما يتلقى ما قاله العلماء عنه مشافهة، وقد قاله أيضًا يعقوب الفسوي.
وقال العجلي: ثقة وليس بتابعي.
وفي ما ذكر المزي: ورواية أبي إسحاق عن الضحاك: قلت لابن عباس. وَهْم من شريك على أبي إسحاق. نظر؛ لأنَّا وجدنا لشريك متابعًا، ذكره أبو القاسم في "المعجم الأوسط"، فقال: ثنا العباس بن محمد، ثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن حسان، ثنا محمد بن مسلم ابن أبي الوضاح، ثنا سالم الأفطس، قال: حدثني رزين الجرجاني، قال: سألت سعيد بن جبير عن هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء: ٢٤]. قال: لا علم لي بها، فسألت الضحاك وذكرت له قول سعيد، فقال: أشهد لسمعته يسأل ابن عباس عنها، فذكرت ذلك لسعيد، فقال: صدق الضحاك، وقال: لم يروه عن سالم إلا محمد بن مسلم ابن أبي الوضاح.
وفي كتاب "الجرح والتعديل" عن الدارقطني: ثقة، وفي "السنن": لم يسمع من حذيفة. وذكره ابن خلفون، وأبو حفص البغدادي في "الثقات".
وقال أبو أحمد ابن عدي: وكنيته أبو القاسم أصح. وفي كتاب المنتجيلي: هو من بني هلال بن عامر، رهط زينب زوج النبي صلى اللَّه عليه وسلم. . . . وقال محمد بن سليم: سمعته وهو بالموت يقول: ما هذه الطيور البيض التي تقع عليَّ؟
وفي "تاريخ هراة" لأبي إسحاق الحداد: سمعت أبا عتاب يقول: كان الضحاك بن مزاحم من أهل الكوفة، هرب منها لما قَتل الحجاج العلماء؛ ابن جبير وغيره، وكان مسلم بن مزاحم أخوه مع قتيبة بن مسلم في فتوح خراسان، فلما صار قتيبة إلى سمرقند قتله جنده، ووقع سالم لما تفرق أصحابه ببلخ، فجاء إليه الضحاك، وقالوا: إنه قدم هراة، فكان، ثم جاء إلى أخيه سالم، فمات ببلخ ببردقان.