حرام ما اغتبت أحدًا، وفي موضع آخر: إمام متفق عليه، زهدًا وعلمًا، وديانة وإثباتًا.
وقال ابن قانع في "تاريخه": ثقة مأمون. وفي كتاب "الزهد": مات سنة أربع عشرة، وروى عنه البخاري خمسة وأربعين حديثًا، ثم روى عن جماعة من شيوخه عنه.
وفي كتاب أبي أحمد ابن عدي: سُمي النبيل لبيانه؛ كذا رأيته، ويؤيده ما ذكره في "المحكم": النبل، الذكاء، والنجابة. وذكره مسلم، وقبله علي بن المديني في الطبقة السابعة من أصحاب شعبة. وقال أبو عمر في كتاب "الاستغناء": أجمعوا على أنه صدوق ثقة.
وفي تقييد الجياني: عن ابن أبي عاصم: سُمي النبيل؛ لأنه دخل المهدي أمير المؤمنين البصرة، فدخل عليه الناس، وكان أبو عاصم فيهم، ثم استأذن ثانية، فقال: الإذن إن أبا عصام بالباب، وكان رجل هاشمي قصير يكنى بأبي عاصم، فقال المهدي: النبيل أم القصير؟ فقال: النبيل.
وفي كتاب "الكامل" لأبي العباس الثمالي: وزعم التوزي أن النبل من الأضداد، يكون للجليل وللحقير، واحتج بقوله (١):
أغبط أن أرزأ الكرام وأن ... أورث ذودًا شصائصًا نبلا
قال: والشصائص: الحقيرات.
وفي "تاريخ دمشق": كان أبو عاصم يبيع الحرير، وقال: رأيت أبا حنيفة في المسجد الحرام يفتي، وقد اجتمع الناس عليه يؤذونه، فقال: ما هنا أحد يأتينا بشُرطي؛ فدَنَوت منه، فقلت: أتريد شرطيًّا؟ قال: نعم. قلت: اقرأ عليَّ هذه الأحاديث التي معك، فلما قرأها قمت عنه ووقفت بحذائه، فقال لي: أين الشرطي؟ فقلت له: إنما قلت: تريد، ولم أقل: أجيء لك به، فقال: انظروا؛ أنا أحتال للناس أمرهم منذ كذا وكذا، وقد احتال علي هذا الصبي.
وقال إسحاق بن يسار: قال لي أبو عاصم: كان سفيان يسألني أن أفيده، فإذا أفدته قال: ليس بشيء. وكان أبو عاصم يقول: أقلّ حالات المدلس عندي، أن يدخل في حديث النبي صلى اللَّه عليه وسلم:"المتشبع بما لم يُعط كلابِسِ ثَوْبَي زُور"، وكان الكديمي إذا حدث عنه يقول: ثنا الكيس.
وسُئل يحيى بن معين: أي أصحاب الثوري أثبت؟ فقال: ابن القطان، ووكيع، وابن